ذَوُو الاحتياجاتِ الخاصّة والآمال !

يدرِك المسلم يقينا أن المعاقِين إحدى فئات المجتمع الغالية ،والذين ابتلاهمُ الله بإعاقة من الإعاقات المختلفة في ظِل ظروف هذه الحياة العصيبة,فالله جلّ جلاله خلَق كل شيءٍ بقدَر.ولا تخلو المجتمعات البشرية من المعاقين, وهذه الإعاقة لم تكن حجَر عثرةٍ أمام طموح الكثيرين من هؤلاء المعاقين, بل رأيْنا المعاقَ يخدِم نفسَه بنفسِه , ويحاول جاهدا التغلب على إعاقته, حتى واصلَ مشواره التعليمي أو المهني , وتخرّج العديد منهم من الجامعات، ونالُوا الدرجاتِ العلْمية بكل جدارة واستحقاق، وأصبح الكثير من هؤلاء المعاقين أبًا ومرَبِّيا فاضلا وعضْوا فعالاً في بناء الوطن , وإن الإنسان ليفخَر كل الفخر بهؤلاء المعاقين الذين تغلبوا على مصاعب العوائق و الإعاقات! وتخطَّوها بكل عزيمة وإصرار! و إن دولتَنا المباركةَ قدّمَت ومازالت تقدّمُ الكثير لفئات المجتمع عامة ,إلا أن فئةَ المعاقين تحتاج إلى مزيدٍ منَ الرعاية والعَون و الاهتمام أكثرَ من غيرها , كي يتغلبوا على إعاقاتهم الصحية والعضوية و النفسية و يواصلوا العطاء، وأن يبادر المسؤولون إلى تذليل الصعاب والشروط عند تسجيلهم في المعاهد و غيرها، وأن يكونَ دخْلهم مناسبا كي يستطيعوا مواجهةَ أعباء الحياة, وأن تيسَّرَ لهم مرافق الحياة كالقروض و المسْكن والصحة و المواصلات , و تقدَّمَ لهم برامج تعليمية تربوية في وسائل الإعلام تناسب قدراتهم واحتياجاتهم , و الحرْص على دمْجهم مع أفراد المجتمع , و التعامل معهم تعاملا تربويا, و توجيه المجتمع ألا ينظرَ إليهم نظرة ازدراء , أو يسخرَ من إعاقاتهم, فهذا قدَرُ الله, وكان أمْر الله قَدَرا مقْدورا.فالكثير منهم لا يعلَم ُ حالَهم إلا الله. منهم، من عصَفت بهمُ الظروف الصحية، ومنهم مَن أجهدَته الظروف الاقتصادية، وآخرون أجهدتْهم الديون وتكاليف الأسْر,ة وذلك في هذا العصر الذي زادت فيه التكاليف وزاد الجشع المادِيّ وتوارَت القِيَم.

10