الأخُوَّة الصادقة !

يعلم المسلم يقينا أن العقيدة الإسلامية منهج إلهي شامل لجميع ميادين الحياة المختلفة كانت: دينية و تعليمية أو صحية و اجتماعية, أو أخلاقية و غيرها , موافق لجميع متطلبات البشرية في كافة مجالات الحيَاة , فقد جاء بالحِكم والأحكام العظيمة و المعاني السامية التي تقوم على الإعجاز في كافة الوجوه كانت صغيرة كالذّرة و أقَل, أو عظيمة كالسماوات و الأرضِين و أعظَم ,أو ما لا تدركه الأبصار و الذي لا يعلَمُه إلا الله , فهو الذي شرعها و أنزلَها على عباده المؤمنين , فجاءت تلك التشريعات الإسلامية خيرا للبشرية جميعا, موافقة لطبائعها المختلفة, حيث اهتمت بكافة فئات المجتمع
,كَي يتحقق التكافل الاجتماعي , و تؤلف بين قلوبهم , فتنتشر بينهم المحبة و الصدق و الوفاء و التعاون و التآلف والإخاء. و تُعتبر الأخوَّة في الله و لله نِعمة عظيمة , و هي أخُوَّة صادقة , منَّ الله بها على عباده المؤمنين المخلصين , أخوَّة بعيدة عن الحِقد والحسَد والاحتقار, وحبّ المصالح الشخصية و المنافع الذاتية, أخوَّة تقوم على الرابط الإيماني الذي يقُوم على منهج الله تعالى الذي ينشر في قلوبهم التقوى و التآخي و الخير و محبة الله و محبة عبَاده , قال الله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) 10,الحُجُرات. و للأخوَّة الصادقة ثمرات طيّبة تعُود على المسلمين أفرادا و أسرا و مجتمعات كالمحبة والتعاون في السراء و الضراء , والنصيحة ترغيبا في الخير, وتحذيرا منَ الشر,و يجدُ المؤمن طعم الإيمان , و لذة الطاعة في اتباع أوامر الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلّم , و يستشعِر محبة الله و رسوله , و تكون هذه المحبة سبَب النجاة والنجاح, والفوز بسعادة الدارَين. عبد العزيز السلامة / أوثال

10