مع مارفيك عاد أخضرنا

الإحساس العام بما يفعله المنتخب السعودي في التصفيات المؤهِّلة لكأس العالم رائع ، والكل اليوم أصبح يراهن على تفوق المنتخب، ووصوله إلى مبتغاه ومبتغانا، فردَّة الفعل التي تحدث بعد كل انتصارٍ تكشف مدى حرص الأكثرية على دعم المنتخب والاهتمام به، وأقول الأكثرية حتى لا أحد يلتفت إلى الأقلية الذين ينظرون للمنتخب السعودي من زاوية التعصّب، وحبِّ شعارات الأندية. من هذا المنطلق ستكتمل عناصر النجاح التي افتقدناها في السنوات الماضية، والتي كانت كفيلةً بتراجع نتائج المنتخب السعودي، وتنازله عن عرشه الآسيوي فترةً من الزمن، فاليوم يعود أخضرنا كما عهدناه، يبحث عن الانتصارات، ويحققها بعزم الرجال، وحبّ الشعار والتضحية من أجل الوصول بالكرة السعودية إلى أهمّ محفلٍ دوليٍّ ينتظره العالم بأسره، وهو مشهدٌ لسنا بغرباء عنه، أو حديثي عهدٍ به.
فالصورة العامة اليوم مختلفة، والنظرة يسودها التفاؤل، لم يعد التركيز متشعباً والنقد في اتجاهاتٍ لا تخدم مسيرة الأخضر، كل الأصوات والمشاعر أصبحت تصبّ في اتجاهٍ واحد، هدفها خدمة المنتخب والوقوف معه، كل شيءٍ تغير وصورة المنتخب البطل بدأت تظهر داخل الملعب وخارجه، فالروح السائدة بين اللاعبين تترك أثراً إيجابياً عند المشجع السعودي، ومَن كان يشاهد مظاهر الفرح بين أعضاء البعثة بعد الفوز على تايلاند يدرك جيداً أن الوضع مطمئن، وما هي إلا جولةٌ أو جولتين ويحجز أخضرنا مقعداً في روسيا كبطلٍ لمجموعته.
بالعمل وتظافر الجهود يعود أخضرنا من جديدٍ سيداً لآسيا وبطلاً لها، ولو رجعنا إلى الأسباب التي جعلت كرتنا تتراجع يمكن أن نلخصها في أمرين أولها: قلة الاهتمام بالمنتخب وبرامجه، وثانيها: التعصب وتغليب مصلحة الأندية على المنتخب، حضر مارفيك المدرب الهولندي ولمس مكمن الخلل، وشعر أن من أهم أسباب التراجع عدم الاستقرار والثبات على تشكيلةٍ معينة، عمل على هذا الأساس، ونمت روح الفريق الواحد، وانطلق بهذا الفريق إلى منصاتٍ جديدةٍ عنوانها النجاح والنصر.

11