ديون النصر والمنافسة

بين الفينة والأخرى يعلن نادي النصر عن إغلاق ملفٍّ من ملفات الديون العالقة في لجنة الانضباط في الفيفا، وفي نفس الوقت ينافس النصر على كل البطولات هذا الموسم، وهو الفريق الوحيد الذي يملك كل الحظوظ في الفوز بكل البطولات هذا الموسم؛ نظرًا لوجوده في قلب المنافسة.
وفي أحيانٍ كثيرةٍ يكتفي المتابع الرياضي أو الناقد بمتابعة أي حدثٍ من أجل البحث عن بعض السلبيات حتى يستطيع الحديث عنها، وتوجيه سهام النقد تجاهها، وهذا الأمر لا يبدو جيدًا على الإطلاق، فأي عملٍ في الحياة معرّضٌ لنتائج إيجابية أو سلبية، وحين تفوق السلبيات الإيجابيات يظهر دور الناقد الصادق الذي يبحث عن مصلحةٍ عامة؛ لمحاولة تسليط الضوء على الخلل ومناقشته بشكلٍ إيجابي، موضحًا بعض الحلول التي قد تكون سببًا مباشرًا في التغيير، أما في حال تفوق الإيجابيات على السلبيات والخروج من كل الأزمات التي كان من الممكن أن تعيق العمل بنجاحٍ باهرٍ، فهنا من الأفضل دعم العمل والوقوف معه.
منذ سنواتٍ طويلةٍ مضت والنصر تحت مقصلة النقد، لا يكاد ينعم بعملٍ جيد، حيث يرغب مسيّروا هذا العمل في الوصول به إلى برّ الأمان، ولكن يظهر من يشوّش على هذا العمل، ويحاول أن يعيق تقدمه بنقدٍ لا معنى له، سواء أنه يخضع تحت مصالح خاصة لا تخدم النصر في شيء مطلقًا.
ففي هذه الفترة بالذات النصر في مأمنٍ من نقد المتشائمين والغوغائيين، بدليل ما يحدث حاليًا من عملٍ منظم، هدفهم المنافسة وحلّ كل الأزمات المالية.
إن النصر اليوم كإدارةٍ ولاعبين وأعضاء شرف يقدمون حراكًا رياضيًّا مميزًا يخدم مصلحة النصر العامة، ويقفون يدًا واحدةً أمام كل التحديات، وهذه ثقافةٌ جديدةٌ لم نعهدها في النصر منذ سنوات، ففي السابق كان الرمز الراحل المناضل الأوحد تقريبًا لهذا الكيان، وكان قادرًا على مواجهة الكل، وكان النصر حينها يُخفق وينجح، أما اليوم اختلف الأمر بتكاتف الجميع في ظل هذا التوسع التقني في وسائل التواصل والإعلام.

9