لعنة الفراعنة وسحر المغاربة

ثلاثون عاماً ونيفاً لم يتفوق الفرعون المصري على نظيره المغربي مُنذ 1986، مُشكلاٌ المنتخب المغربي كابوساً مزعجاً للفراعنة لم يفارق سباتهم طيلة سنوات العجاف ، انكشفت تلك الهواجس والكوابيس في ألقابون وسددوا الفراعنة فواتيرهم المتراكمة على اعناقهم في مواجهة عنوانها ( أعطني حظاً وأرمني في البحر ) حَلت لعنة الفراعنة في مساً كان الحظ مبتسماً لهم ومكشراً أنيابه لبلاد الكمنجة ، ولعلي أرى حال ألسنة المغاربة تردد لو كان الحظ رجلاً لا أرديناه قتيلاً مضرجاً بدمائه ، توقف زئير الأسود ليلة البارحة ليس نهاية المطاف فقد حقق المغرب مكاسب عديدة أبرزها ظهور كوكبة من النجوم الشابة قادرة على تجاوز العقبات والصعاب ، ولا نبخس المنتخب المصري أدائه المتميز ونبارك لَهم التأهل لدُور الربع النهائي لكأس للأمم الافريقية وهذا ليس بغريب فقد عودونا على أحتكار أقوى البطولات الأفريقية التي تتسم بالقوة والندية ، حدث رياضي تاريخي لمنتخب مصر الشقيق الذي أستطاع فك شفرة العقدة المغربية بأستغلال فرصة يتيمة حسمت اللقاء في وقت قاتل جراء هفوة دفاعية لم تكن في الحسبان وأن كانت الأخطاء جزء من اللعبة ، ولن أغامر ان قلت لو انتهت المباراة بالتعادل في أشواطها الأصلية لكانت تغيرت المفاهيم على ضوء سيطرة المنتخب المغربي على مجريات المباراة ،

نقطة أول السطر السفير المصري في الرباط أحمد إيهاب جمال الدين كاد يشوه جمال العلاقات الحميمية مابين البلدين قبل المواجهة واصفاً المنتخب المغربي بالسحرة والشعوذة لأجل عقدة طويلة لم يستطع الفرعوني تجاوزها وكان عليه أحترام تصريحه الغير منطقي متناسياً الرياضة هي أعظم رسالة أجتماعية تهدف لجمع الشعوب والتقارب فيما بينهم وليس لتفريق لحمتهم العربية ، وأن كان يرى المنتخب المغربي ساحراً فنحن نعشق السحر إذا كان حلالً ونعترف أننا مسحورون بجمال أسود الأطلس ومسحورون بأرواح الشعب المغربي الزكية التي تقبلت الهزيمة بصدور مليئة بالحب أغرقت شوارع المغرب ومقاهيه بالأغاني الأندليسية على أنغام الفنون الأطلسية التي طالما عانقت مسامعنا منذ نعومة أظافرنا ، الشعب المغربي تركيبته مزيج من التواضع والتسامح ، لم نسمع ونرى مسؤل مغربي أو حتى مشجع بسيط يهضم فرحة المنتخب المصري وجماهيره بعد المواجهة ، وهذه رسالة للسفير المصري حتى وأن قدم أعتذاره بعد أنتصار منتخب بلاده ، ولا أعلم ماذا سيكون موقفه في حالة الخسارة وأجزم لن تتغير لغة الخطاب إذ بُنيت على مفاهيم خاطئة .

شكراً لن توفي نجوم الأطلس فقد أفرحونا بفنونهم وتاريخكم الرياضي لا زال يدرس في كل بقاع العالم وبصمات نجومكم تشهد لها الملاعب والدوريات العربية والاوروبية وحتماً ستعود زئير الأسود لتزلزل جنبات الملاعب وترعب الخصوم وسنرى الراية الحمراء خفاقة كعادتها في المحافل العربية والدولية ومن يجهل كرة القدم المغربية فمن الأفضل الآ يتابع الرياضة ويستريح في منزله .

ومضة .

بلادي يا زين البلدان
يا جنات على حد الشوف

يا أرض كريمة مضيافة
وجمالها ناطق بحروف

ناسها نخوة وظرافة
وكرمهم شايع معروف

13