عدة تساؤلات وردت في ذهني بعد إعلان القناة الناقلة mbc pro sports لمباريات الدوري السعودي تشفير الدوري ابتداء من الأسبوع القادم، هذه التساؤلات قد ترد في ذهن أي متابع طالما أن الأسباب والحيثيات لم تعلن وتبقى معها الحقيقة غائبة وقابلة للاجتهاد، ربما يتفق الأغلبية على مسألة العزوف الجماهيري الذي تعاني منه الملاعب السعودية في السنوات الأخيرة، ويختلف الكثير من الجماهير في آرائهم عن هذا الموضوع بحسب ما شاهدت من تقارير بثت على شاشات القنوات الفضائية ومنها القناة الناقلة، حيث يؤكد البعض من تلك الجماهير أن بيئة الملاعب السعودية غير مشجعة على الحضور وأن مشاهدة المباريات في المنزل أو الاستراحة أو المقاهي أفضل بكثير من الذهاب للملعب، وعندما نتحدث عن بيئة الملاعب وما يفترض أن يقدم من خدمات خاصة للجماهير كالوجبات الغذائية وتوفر الانترنت والمقاعد المرقمة ودورات المياة الكافية والنظيفة وسهولة الدخول والخروج من الملعب، فلا بد أن نربط ذلك بالحديث عن الاختناقات المرورية التي تعاني منها بعض المدن الرئيسية التي توجد فيها الأندية الجماهيرية، حيث يوجد كل من النصر والهلال في الرياض والأهلي والاتحاد في جدة، هذه الأندية الأربعة تقام نصف مبارياتها على الملاعب المحددة سلفاً، فالنصر والهلال يلعبان في ملعب الملك فهد الدولي حالياً، والاتحاد والأهلي يلعبان في ملعب الجوهرة، أنا لا أتحدث هنا عدم وجود ملاعب أخرى، فيوجد ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض وملعب الأمير عبدالله الفيصل في جده، ولكنهما حالياً يخضعان لأعمال صيانة.

أنا اتحدث عن اختناقات مرورية أصبحت ظاهرة في مدننا تساهم في الحد من الوصول إلى الأماكن المطلوبة بسلاسة ووقت مناسب، كذلك من الأسباب المؤدية لذلك العزوف الجماهيري برمجة المسابقات بحيث يكون بعض تلك المباريات في أيام عمل الأسبوع، الأمر الذي لا يشجع الطلبة والموظفين على الحضور خصوصاً ونحن نتحدث عن لعبة جماهيرية أغلب متابعيها من فئة الشباب ونتحدث أيضاً عن احصائيات اجتماعية تبين أن فئة الشباب والشابات في المجتمع السعودي هي الشريحة الأكبر والتي قد تصل نسبتها إلى مابين 60-70%.
تشفير الدوري في هذا التوقيت ربما كان من وجهة نظر المسؤولين في القناة الناقلة هو الطريقة الأمثل للاستفادة من تواجد المشجع السعودي خارج أسوار الملعب، فكانت خطوة للحصول على عوائد مالية كبيرة خصوصاً عندما نتحدث عن قيمة اشتراك سنوي قد لا تتجاوز المئتي ريال وهذا مبلغ زهيد مقارنة مع ما يدفعه المشجع إذا ما أراد حضور ربع أو نصف مباريات فريقه المفضل في عام واحد.
سبب آخر قد يكون أحد الأسباب المؤدية لاتخاذ الشركة الناقلة لهذا القرار وهو تغطية التكاليف وتعويض الخسائر التي تكبدتها الشركة بعد دخولها هذا المعترك وكتجربة أولى ربما أن النتائج كانت أقل من التوقعات والخسائر أكثر من المكاسب، فكان لابد عليهم من اتخاذ هذه الخطوة الجريئة.
سؤالي هنا هل كان من ضمن بنود الاتفاقية المبرمة بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ومجموعة قنوات mbc pro sports توفير خدمة نقل المباريات السعودية بدون تشفير؟ إذا كان هذا البند موجوداً في الاتفاقية المبرمة بين الطرفين فيجب على المسؤولين في الاتحاد السعودي والقناة الناقلة توضيح هذا الأمر للجماهير الرياضية حتى نكون على علم بما يحدث في منافساتنا الرياضية وإن لم يكن موجوداً فالكرة الآن في ملعب الجماهير.. إما أن تحضر وإما أن تشترك.