الكرة السعودية ولَادة للنجوم

طارق السعيدأتذكر مقالة كتبتها في أحد الصحف الالكترونية وتحديدا في 22 يناير 2015 وكانت بعنوان “هل أصبحت الكرة السعودية غير ولادة للنجوم” ؟!‎
ولعل المقالة تتحدث عن نفسها ويبين فيها حالة الحزن والألم على حال كرتنا السعودية في تلك الفترة المُضْنية , وكانت مقالتي بعد خروج المنتخب السعودي من كأس آسيا لكرة القدم وتجرعه مرارة الخسارة الموجعة من منتخب أوزبكستان, وقد تطرقت للعديد من الأمور أهمها :

ماذا يمكن فعله لمعالجة هذه المشكلة ؟ وأين تكمن العلة ؟ وعلى من تقع مسئولية انحدار المستوى العام للمنتخب ؟

بات واضحاً أن الكرة السعودية كانت تعاني من تراجع خطير وتنحدر في نفق مظلم في تلك الفترة, ولاسيما بعد خروجنا الأليم وعلى التوالي بدءاً من البطولة الخليجية رغم إقامتها في بلدنا ، ومن ثم بطولة آسيا , وكيف يمكن وصف المدربين الذين قادوا المنتخب في المشوار الخليجي والآسيوي إلى الهاوية .

وتحدثت خلالها عن ظهور لاعبي المنتخب في جميع المراكز وكأنهم غير متناغمين مع طريقه المدرب ، وغلب على أداءهم البرود العجيب وطابع الأنانية والعشوائية ، وعدم الجدية في اللعب ، وكانوا في حالة من التوهان الغريب ، إضافة لعدم التركيز في تقديم أداء مقنع يحفظ به ماء وجه الكرة السعودية, عوضاً عن التغني بأمجادها, والتباهي بالمنتخب السعودي طيلة السنوات الماضية ، وبأن منتخبنا شارك بكأس العالم أربع مرات ، باتت من الأحلام الواهية لاستعادة أمجاد الماضي !

فطن الأميرعبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب, وبالتشاور مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد عيد وأعضاء إدارته, واستجابتهم للنقد الهادف والبناء من الإعلاميين والأوصياء على الكرة السعودية , فقاموا بتدارك الوضع والخروج من النفق المظلم للكرة السعودية , وتم اختيار المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك (64 عاما) الذي قاد منتخب هولندا للحصول على المركز الثاني في كأس العالم 2010.

ويعد مارفيك المدرب الهولندي الخامس الذي قاد السعودية بعد ليو بينهاكر في 1994، ومارتن كوبمان في 2002، وواندرلي فاندرليم بين 2002 و2004، وآخرهم فرانك رايكارد بين 2011 و2013, وتم الاستعانة أيضاً بالمدرب الوطني فيصل البدين الذي كان قريباً من المنتخب , إضافة لإسناد مهمة الإشراف العام على المنتخب السعودي الأول للأستاذ طارق كيال, لما يمتلكه من خبرات في إعداد اللاعبين وإبعادهم عن كل المؤثرات الخارجية التي تؤثر سلباً على أدائهم داخل الملعب ..

بعد أن تضافرت الجهود لاستعادة هيبة الكرة السعودية إلى مصاف الكرة العالمية, هاهم اللاعبون يعلنون عن عودة صقور آسيا وأن الكرة السعودية ولَادة للنجوم, وتعاهدوا فيما بينهم أن يرفعوا رأس الوطن وأن يلعبوا بقلب رجل واحد, علماً بأننا نملك العديد من المواهب الكروية مثل نواف العابد , فهد المولد , يحي الشهري , عبدالملك الخيبري , عمر هوساوي وغيرهم من النجوم, وبانتظار مباراتنا القادمة يوم 15 نوفمبر التي سوف تجمعنا مع اليابان ضمن منافسات الجولة الخامسة للتصفيات ..

طارق مبروك السعيد – جده

11