ريكارد ضحية

ما يحدث للمنتخب السعودي وللكرة السعودية بشكل ٍ عام أمر مخجل وعار بنفس الوقت . فالانحدار والضياع لمستوى المنتخب لم يكن وليد بطولة الخليج 21 في البحرين بل منذ 2007 وبعد نهائي كأس آسيا والمنتخب ( ماحولك أحد ) .
فلم يستجد جديد ولم يتغير شي ولم يتطور شي  بل بالعكس أصبح المنتخب من ( جرف لدحديرة ) .
فالأزمة في هذه البطولة لم تكن في ريكارد ومستوى تفكيره وتدريبه الذي لم يأتي بشي مفيد. ولم تكن في بعض اللاعبين الذين تم ضمهم إلى المنتخب وقد انتهوا كرويا ً . ولم تكن في بعض اللاعبين الآخرين الذين يتم اختيارهم على حساب من هم أفضل منهم . ولم تكن في بعض اللاعبين ومدى علاقتهم مع بعضهم البعض .
ولم تكن في الجهاز الإداري وتحفظهم الشديد على أتفه الأمور .
ولم تكن الأزمة في الإعلام والقنوات الرياضية وفي مذيع يأتي بلاعب يطلب منه قول كذا وكذا من أجل أن يصفي حساباته مع الآخر . ولم تكن الأزمة في بعض الإعلاميين الذين يتغنون ويصفقون لذلك اللاعب دون غيره .
بل المسألة أكبر من ذلك وأعظم . إنها مع الأسف أزمة ( فكر وإدارة ) .
أيعقل طوال السنوات الماضية أن يبقى المنتخب على ماهو عليه دون أي تطور وتجديد ؟
أيعقل طوال السنوات  الماضية أن المنتخب لم يجد المدرب الكفؤ والمناسب  له ؟
أيعقل أن أتعاقد مع مدرب لم يكن له أي بصمة واضحة على المنتخب وأتركه دون حساب ؟
أيعقل أن نرى منتخبات ليس لها دوري أو لديها حروب ومع ذلك تفوز علينا ؟
أيعقل أن يكون لدينا من اللاعبين من يكن همه شارة الكابتنية أكثر من الفوز ؟
أيعقل أن تمر بطولة الخليج دون أن يكون لدينا منتخب جله من الشباب نستطيع أن ننافس به ؟

وماحدث بعد ذلك أنه تم إعفاء ريكارد من منصبه والبديل جاهز وسريع وهو مدرب منتخب الشباب  وكأنهم يقولون (مدرب بدله مدرب ) .
لماذا لم يكن البديل من المدربين الوطنيين الملمين بالدوري السعودي وبلاعبيه ؟
على الأقل في هذه الفترة الحرجة حتى يتسنى للاتحاد السعودي البحث عن مدرب مناسب من غير هذه السرعة .
إن كل ما يحدث للمنتخب وللكرة السعودية بشكل عام هو نتاج الفكر والإدارة فقط . فلو كانا متواجدين  لرأيت المنتخب في مصاف الفرق المتقدمة دائما ً .

13