عبقرية أبي عمر

كاتب رياضيتنبيه: هذا مقال غرضه ثناء ومدح وباعثه الشعور بالعرفان للاعب بذل الكثير ليسعد قوما غابت السعادة عنهم زمنا طويلا، فراحوا يقطعون ذاك الزمن على طريقة قول العباس ابن الأحنف:
أقطع الدهر بظن حسن
وأجلي كربة لا تنجلي
كل ما أملت يوما صالحا
عرض المكروه دون الأمل
حتى كاد يجعلهم اليأس مصداق لقوله الحزين
وأرى الأيام لا تدني الذي
أرتجي منك وتدني أجلي
ذلك كان حال النصراويين قبل حسين وهو وإن لم يكن صانع التغيير الوحيد لكن التغيير لم يكن ليحصل دونه.
يتعرض حسين للوم شديد من النصراويين عقب كل موقف فيه منفذع للوم، وهو إن كان مستحقا للومهم على إخطاء كثيرة إلا أني أزعم أن مساوئه لو وضعت في ميزان قبالة محاسنه فلن ترجح المحاسن بالمساوئ فحسب بل ستجذبها لتنقلب محاسن كأنها ذنوب التائبين الصادقين -جعلنا الله منهم-.
كان حسين مع أضعف جانبي جدة إعلاميا، ثم صار مع أضعف جانبي الرياض. فلا غرو أن يرمى بسهام إعلامي الجانبين المقابلين في كل مناسبة ولا أقول أن نصالهم صارت تتكسر على النصال؛ بل أن سهامهم تظهر له سهاما قصيرة لا تجرح عصفورا كسهام مهرجي الإغريق.

سبع مواسم مع النصر لم تكن كلها سمانا للنصر لكنها كانت لإداء حسين والعجيب أن نهاية كل موسم يزعم الزاعمون أنه انتهى فيتجدد أبداعه وفي كل لقطة لذة يقول عنها أحمد ابن أبي طاهر
فكيف ونظرة منها اختلاسة
ألذ من الشماتة بالعدو
نعم في كل لمحة من حسين لذات:
فلذة النصر يصنعها هو
ولذة الفرحة يصنعها محبوه
ولذة الشماتة تصنع بشانئيه.
ألا يمل حسين؟ لكن الملالة كما يقول ابن الرومي:
هل الملالة إلا منقضى وطر
من لذة يطبى من غيرها وطر
وأين يقضي المبدع وطره في غير إبداعه؟
أظن أن النصراويين لو أرادوا رسم تيفو يمثل حسين فلن يجدوا أحسن ولا أوفق من قول المتنبي:
لقد حسنت بك الأيام حتى
كأنك في وجه الزمن ابتسام

12