سمرقند

محمد بن عبداتحين صعدت الى احدى عربات القطار المتجه الى سمرقند كانت عقارب الساعه تشير الى وقت مقارب لبزوغ اشعة صباح يوم جديد .كانت درجة الحراره صفريه ا وربما مادون فالبرد كان قارسا و فصل الشتاء في بداياته حينها ولما اهتم بذلك فجسمي النحيل مقارنه بمن حولي من اتاس هم في الغالب من الطاجيك اواحفاد تيمورلنك ضل مقاوما حتى انطلق بنا ذلك القطار الجميل من طشقند ليخترق السهول والجبال والمراعي الخضراء التى تسلب بجماله وطبيعتها الخلابه عقلك وتذهب به الى خيالات واسعه ..
كنت انظر من حين الى اخر من النافذه المجاوره لمقعدي لااستمتع باجواء تلك الرحله فرايت ثمة معركه جميله مع الحياه فالجميع ذاهبا الى حيث عمله كان كل ذلك اراه على جنبات الطريق الاسفلتي المجاور لخط السكه الحديد وبرغم زغات الرذاذ والبروده الشديده كانت تلك الاجسام تتحرك بعنفوان مرتديه ثيابا واكماما شتويه …وفي تلك الاثناء ظهر لي احد القرويين وهو يمتطي جوادا ويقود قطيع من الماشيه على ضفاف نهرا صغيرا شعرت حينها وهو يمشي بعزه وشموخ في ذلك الصقيع كانه يقود جيشا جرارا من المغول اوالتتار. ! مرت ساعتان وانا في حلم وخيال وواقع كان فيه القطار سريعا ليقطع قرابة الخمس مائة كيلو متر هي المسافه الفاصله بين نقطه انطلاقتي العاصمه طشقند ومدينة السحر والعلم والحضاره ولتاريخ التليد سمرقند .لم اشعر بشي كنت اعيش مع مشاهد شريطً ماينتنظرنا بسمرقند كنت اري كيف كانت الفتوحات الاسلاميه لهذه البلاد كان الامام البخاري وغيره من الرواه الذين عاشوا جزء من حياتهم في هذه البقعه من الارض وماتوا فيها كان حاضرا امامي كان مشهد المغول ومافعلوه بهذه المدينه حاضر امامي ايضا كانت قصور تيمورلنك ومأذن عصر النهظه الاسلاميه هي الاخرى تقف امام اعيني .وحتى مافعله الروس في الحقبه الزمنيه الاخيره من المد الشوعي السوفيتي وكيف ضلت سمر قند صامده بكل تراثها رغم ماعصف بها على مر العصور ..كنت اعيش كل ذلك لحظتها في حين كانت عجلات القطار تقترب من محطتها ولم افوق من ذلك المشهد المثير سوى حين رابت امامي وجه حسن يحمل ملامح بخاريه ربما فعرفت انها احدى مضيفات القطار وهي تخبرني و تقول لي لقد وصلنا المحطه اهلا بك في سمرقند

11