أمران أحلاهما مر !!

رامي العبوديمنذ بداية هذا الموسم وتأخر المعسكر الإعدادي والتردد في إنهاء ملف الأجانب أتضح للجميع بأن العمل في نادي النصر يشوبه خلل كبير وطالب الجميع بضرورة تصحيح الأوضاع وإن أختلفت أساليب المطالبة فالبعض كان يطالب في شكل نصح ونقد وأإقتراحات يرجى منها مصلحة الكيان .. والبعض الآخر وجدها فرصة لتصفية حسابات مع رئيس النصر فشن هجوما طاحنا دون أن يضع حلولا أو يرسم خططا مستقبلية فقد كان كل همه هو التشفي والشماتة .
كان من الطبيعي جدا والمنطقي جدا جدا أن يمنح العقلاء رئيس النصر فرصة لتصحيح أوضاع النادي .. فما قدمه للنادي في السنوات الماضية يشفع له ويمنحه تلك الفرصة .. ولكن فيصل بن تركي فشل فشلا ذريعا في تصحيح أوضاع النادي أو حتى مجرد تحسينها وتعديلها .. ويبدو أن الشق أكبر من الرقعة وأن الرئيس أستنفذ كل ما يملك خاصة من الناحية المالية حيث أحاطت الديون بالنادي فتوقف العمل ونفذت الحيل وفقد الرئيس حماسه ودافعيته ومن ثم أنتقل هذا الجانب السلبي من فقدان الحماس والدافعية للاعبين فكانت هذا النتائج السيئة المستمرة .
تقريبا أنتهى الموسم الكروي ( تبفى منه شهر وحيد ) ولم يستطع فيصل بن تركي أن يجد حلا للأزمة المالية الخانقة التي تمر بالنادي ولا توجد أي بوادر يمكن أن تعطي تفائلا ولو قليل لإنفراجها في الموسم القادم … وعندما تفشل في أيجاد حلول لأزماتك فإستقالتك هي الحل الأمثل وترك المجال لمن يملك الحلول .. خاصة وأنه قد تم منحك الفرصة الكافية لتعديل أوضاع النادي .. فيصل بن تركي حان الوقت لترحل ولك من كل نصراوي أصيل ألف تحية تقدير وإعتزاز فأنت كما أخفقت في موسمك هذا فقد حققت نجاحات باهرة في مواسم خلت .
نقاط تحت السطر :-
* بقاء فيصل بن تركي على سدة رئاسة النصر في هذه الأوضاع غير مفيد للنادي فالرجل عجز عن أيجاد حل لأزمات النادي المالية و خسر معظم أعضاء الشرف الداعمين كما أنه دخل في صراع جانبي مع من لا يستحقون الإهتمام من البيت النصراوي .
* ورحيل فيصل بن تركي أيضا يعطينا صورة ضبابية لمستقبل النصر فلا توجد في الصورة شخصية قيادية مقتدرة ماليا تعيد النصر للمنصات من جديد .. يبقى .. يرحل .. أمران أحلاهما مر .
* حالة لاعبي النصر تؤكد أن الفريق سيخرج من آسيا نهاية هذا الموسم وإن وصل لدور ال16 .. ولن يحقق كاس الملك وإن وصل للنهائي .
* أزمة النصر الأساسية مالية في المقام الأول وتتمثل في عدم توفير موارد مالية ثابتة للنادي من رعاة وإستثمار وأيضا في سوء إدارة الأموال الموجودة فهناك هدر مالي كبير ومن أمثلته إستقطاب نايف هزازي ب 30 مليون في وقت لم تدفع فيه مكافآت بطولة الموسم الماضي .
* هذه الأزمة المالية أدت لتعطيل الرواتب والمكافآت لشهور طويلة مع وعود كاذبة بالتسديد مما أصاب اللاعبين بالإحباط وفقدان الأمل في حل الأزمة .
* هذه الأزمة المالية أدت إلى الإبقاء على محمد حسين المنتهي منذ الموسم الماضي وعدم القدرة على التسجيل في الفترة الشتوية مما أضطرهم لعودة ماركينوس الغير راغب باللعب في المملكة .
* هذه الأزمة المالية أدت الى ضعف إداري كبير وعدم قدرة على السيطرة على اللاعبين فتفشى عدم الإنضباط وكثرت المجاملات فكان هذا التردي في المستوى البدني للاعبين .
* هذه الأزمة المالية أدت الى ضعف القرار الإداري وعدم الشفافية وجعل المدرب دائما هو الشماعة فتم تغيير 4 مدربين دون جدوى والحال في حاله .
* هذه الأزمة المالية أدت لضعف الخطاب الإعلامي فكثرت التبريرات الواهية والإلتفاف حول السبب الحقيقي فأهتزت مصداقية الرئيس ومجلس إدارته أمام الإعلام والجمهور وبالتالي اللاعبين .
* هذه الأزمة المالية أدت لمنح أعداء النصر من الداخل القوة والقدرة على على شق الصف أكثر فأكثر دون النظر لمصلحة الكيان فقد كان كل همهم التشفي في الرئيس .
* هذه الأزمة المالية بإختصار أدت الى إنهيار النصر .. ولكنه إنهيار مؤقت وحتما سيعود كما كان فهو كبير والكبير ينهض سريعا .
* الأزمة المالية عصفت بثلاثة من الكبار ( نصر – إتحاد _ شباب ) .. أما الأهلي فيعتمد على بنك خالد .. والهلال حكومة .
* إذا تم تطبيق الخصخصة الموسم القادم فإنها ستبدأ بالأندية الثلاث المتأثرة بالأزمة المالية .. وقد يكون ذلك تم تخطيطه مسبقا .
الرمية الأخيرة :-
الفرق بين النقد والشخصنة واضح جدا .. فالنقد يشمل عموم العمل سلبياته وإيجابياته .. أما الشخصنة فهي التركيز على شخص بعينه تنسب له كل السلبيات وتحجب عنه كل الإيجابيات .

14