رثاء الكابتن محمد فريج

تمضي بنا الحياة ولا نعلم الخافي فيها .. تلك هي الحياة ان دامت فلن تدوم لأحد وسوف نرحل بل شك آجلا أم عاجلا ولا نعلم متي تحين ساعة الرحيل . قال تعالى : {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } الأعراف 34 .

فما أصعب اللحظات وما أقسى النظرات وأنت تودع من تحب سواء كان قريبا أو صديقا. نحن لا نبكيهم لأننا فقدناهم ، بل نبكي أنفسنا لأنهم تركونا وحدنا نعيش في معمعة الحياة وفي زمن افتقدنا فيه للصاحب الوافي والصديق الصدوق ..

بالأمس انتقل الى رحمة الله تعالى أخي الذي لم تلده أمي رحمها الله وأحد أفضل أصدقائي الصديق المحبوب من جميع من عرفه لاعب نادي الاتحاد والمنتخب السعودي السابق الكابتن محمد فريج .. لم يدر بخلدي أن أرثي يوما أخي أبو ريان مع أن الموت حق علينا .. عرفته منذ نعومة أظافره وجاورته مع اخوانه سهيل لاعب يد الاتحاد وسراج لاعب قدم الاتحاد والمنتخب ، ونشرفت باللعب معه وأخيه سراج فريج في التدرج للفئات السنية بنادي الاتحاد وكنا نسكن في حي واحد النزلة اليمانية .. هذا الحي الجميل الذي أُشتهر بأنه منبع نجوم الرياضة السعودية ..

كان الفقيد رحمه الله قليل الكلام ، والتواضع سمته ، والابتسامة ديدنه ، لكنه اذا تكلم تشعربعمق الطيبة تفوح من كلامه الممزوج بالفكاهة البريئة ، وكان رحمه الله بشوشًا والابتسامة دائماً على محياه . أشتهرعند أقرانه “بالحب” والسبب في ذلك ، لأنه كان دائما يقول عند صغره أنا الحب حتى كُنِّي بهذ اللقب (( الحب )) . وهي تعبرعن مدى حبه للناس ولصفاء قلبه ونقاء سريرته ..

وسيرته عطرة عند جميع من عرفه سواء في الحي الذي يقطنه أو النادي أو العمل ، وقد إعتزل اللعب مبكرا لظروف الإصابة. وكل من عرفه يُثني عليه وعلى تدينه ومحافظته على جميع الصلوات المكتوبة في المساجد .. ولعل جميع من حضر تشييع الجنازة في مقبرة المعلاة في مكة قد وجدوا أن المقبرة قد إمتلأت بمحبين الفقيد من أقرباء وأصحاب ولاعبين قدامى وإعلاميين وزملاء العمل .. وعزاؤنا أن آخر كلامه قبل وفاته كان معطراً بذكر الله وبتلاوة القرآن الكريم والنطق بالشهادة وتعرق الجبين .

فقد أجمع أهل العلم سلفاً وخلفاً على أن من خُتم له بالنطق بالشهادة قبل موته دخل الجنة، وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله دَخَلَ الْجَنَّةَ) رواه أبو داود ..

وعلامات حسن الخاتمة كثيرة، ومنها الموت برشح الجبين، أي :أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (موت المؤمن بعرق الجبين) رواه أحمد والترمذي .

رحم الله الأخ والصديق والحبيب الكابتن محمد فريج الذي مات وخلف من بعده الأبناء ريان وأحمد ومهند . وكل من تابعه وعرفه يشيد بأخلاقه داخل وخارج الملعب .. دعوة صادقة من القلب بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته..

نتمنى من إدارة الفريق الاتحادي القيام ببادرة التكريم، ولا سيما أن الفقيد من أبناء النادي وكانت بدايته الكروية من الفئات السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول، وكما يعلم الجميع أنه قد لعب ضمن كوكبة النجوم الذين شاركوا العميد انجازاته الرياضية الداخلية والخارجية، وكما أنه قد شارك المنتخب السعودي في المحافل الدولية .

الكاتب / طارق مبروك السعيد

Tariq-alaeed@hotmail.com

10