المؤرخ الرياضي عصر لم ينتهي

طارق ابراهيم الفريحساهمت التقنية والتقدم المعلوماتي في رصد الأحداث وتوثيقها بشكل دقيق الأمر الذي سهل الحصول على المعلومة وتحليها وتقديم إحصائيات حولها باعتبارها حقائق وتاريخ لا بد أن يحفظ.. ولكن مع التوسع والتطور المعلوماتي والتقني وتعدد المصادر أصبح هناك تضارب وتفاوت في الأرقام والمعلومات خصوصا القديم منها والذي اعتمد تسجيلها على تدوين المؤرخين والمصادر الاجتهادية.. مما أوجد الكثير من الاعتراضات داخل الوسط الرياضي حول العديد من المعلومات تحديدا فيما يتعلق بتاريخ الأندية وعدد البطولات.. الأمر الذي يتطلب “مشروع وطني رياضي رسمي” خاصا بالتوثيق وتحت إشراف مؤسسي رياضي يرصد ويبحث ويسجل ويحفظ الأحداث الرياضية ويقدم المعلومات والإحصائيات ويصدر التقارير ويكون رافدا قويا للرياضة والدراسات والإعلام.

وبالرجوع إلي الماضي فان الكثير من الجهود الشخصية النشطة كانت تهتم بجمع وحفظ المعلومات ورصدها وتوثيقها بالخبر والصور والتسجيلات في جهد واضح وملموس حيث يمكننا اعتبار الكثير منها مرجعا وأرشيفا كان شاهدا على العصر.. خصوصا لفئة مشهود لها بالصدق والأمانة والذاكرة والتعاون وعدم التأثر بالميول أو العاطفة.. لذلك اعتقد أن المؤرخ ليس من يرصد ويجمع المعلومات ويحتفظ بها فقط أنما من يوثقها ويفهرسا ويستطيع روايتها من أسماء وحقائق ونتائج وتواريخ وإحصائيات ووثائق وصور بالشكل الذي يستشهد به.. فمعاصرة الأحداث وتسجيلها بدقة وتنظيمها تمثل مكتبة وأرث وأرشيف يرصد الحركة الرياضية خلال فترة من الزمن بشكل يحفظ المعلومة.. فحفظ التاريخ يحتاج تنظيم وبحث فالمصادر متوفرة خصوصا بوجود المؤرخين والصحف الرسمية التي تصدر في تلك الفترة ودونت الأحداث.. لذلك كل ما نحتاجه البحث بدقة وتحرى الصدق والعمل بأمانة فهي حقائق وتاريخ.

إن الأدوار في مضمونها لم تتغير بين المؤرخ والتقنية ولكن تغيرت الأدوات والطريقة بالشكل الذي يضمن الدقة ويوثقها بشكل علمي ومنهجي.. لذلك علينا تثمين جهود المؤرخين ودورهم وحفظ حقوقهم وتكريمهم لأن إسهاماتهم تعد رافدا ومصدرا لا يمكن تجاهله أو الاستغناء عنه ساهم في حفظ مجموعة من الحقائق الرياضية الموثقة التي علينا الاستفادة منها ونقلها قبل أن تختفي.. فالوسط الرياضي مجبرا أن يستشهد بما لديهم في الكثير من القضايا المرتبطة بالتاريخ الرياضي.

طارق الفريح

تويتر TariqAlFraih@

9