الشارع الرياضي بين أجيال

طارق ابراهيم الفريحفي الآونة الأخيرة أخذت رياضتنا اتجاه معاكس لما اعتاد عليه الشارع الرياضي “العقلاني على أقل تقدير” زادت فيها العصبية وخرجت كثيرا عن النص وتعدت الخطوط الحمراء وصاحبتها العديد من المشاكل والأحداث الغير مقبولة والتي أثرت سلبا على الشارع الرياضي.. وصلنا معها لمرحلة محتقنة وغير مقبولة طغى عليها الجانب النفسي والعصبي وانعدمت فيها الثقة وفقدنا المصداقية وغابت فيها المتعة والفن وأدوات النجاح الرياضي.

الأمر أيضا وصل إلي إدارات الأندية واللاعبين ومسيري الرياضية في طريقة ظهورهم وتسجيل مواقفهم وتصريحاتهم والتي فقدت الكثير من اتزانها وحملت العديد من المغالطات جعلت حالة التوتر السلبية ترتفع وتأخذ منحى صعب ومنعطف خطر.. هنا لا نطالب بالصورة المثالية والنموذجية وقد نتغاضى عن الكثير من التجاوزات.. فليس بالضرورة أن يكون الظهور مثالي وحيادي ولكن بالتأكيد يجب أن يكون متزن وعقلاني.. فرياضتنا كانت متقدمة وتسجل الإنجازات ولم يكن لدينا كوادر متخصصة أو خطاب وتنظير ولا احتراف ولكننا كنا نملك رجال مخلصه تحمل الأمانة وعقول نيره تقدر عملها وتعرف دورها وتعي مسؤوليتها.

فرياضتنا في الزمن الجميل كانت تحمل الكثير من الإثارة ولكنها بالتأكيد في حدود المقبول الذي قد يضيف ويخدم الرياضية ويبث الحماس ويرفع الحالة المعنوية وتكون مرتبطة أكثر بالملعب وتحمل الاحترام المتبادل وتحفظ الحقوق.. ولم نسجل تجاوزات تعصب وتأجيج غير مقبولة إلا في حدود ضيقة ومن فئة محدودة.

لعل هناك العديد من الأسباب التي أوصلت رياضتنا لهذه المرحلة الخطرة والحرجة في مقدمتها الإعلام وخصوصا البرامج الرياضية وطريقة تعاطيها وطرحها وعناوين بعض الصحف وما تحمله من أجنده.. بالإضافة إلي عشوائية وفوضوية المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي.. والتي قابلها ضعف الخطاب المؤسسي الرسمي الرياضي والمراكز الإعلامية في الاتحادات الأهلية والأندية الرياضية.

لذلك يجب تدارك الوضع وتدخل العقلاء وتفعيل أدوار كالمتابعة والمراقبة والمحاسبة أو حتى تدخل جهات أعلى إذا لزم الأمر حتى لا تخرج الرياضة عن مسارها وجعلها بيئة سليمة وجميلة تخدم الوطن ولتحمل الرسالة التي ترفع من مكانتنا.. فالأمر أصبح يمس أفكار شبابنا وعلاقتهم وطريقة تعايشهم وقبولهم للرأي الأخر وقد تزداد الأمور سوء إذا تجاهلنا هذا الملف.

طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

19