“حنا حكومة وقفنا السومة ” .. إذا صدر هذا الهتاف من فرد أو أفراد فلن نعيره إهتماما فكل المجتمعات فيها أصوات نشاز .. ولكن عندما يصبح هذا الهتاف أهزوجة يرددها مدرج بأكمله فهنا يجب أن نتوقف قليلا .. فهناك شريحة كبيرة من الوسط الرياضي أصبحت تجاهر بالظلم وتتفاخر به .
أيقاف السومة مباراتين كان مستحقا فاللاعب أرتكب مخالفة صريحة تستوجب الأيقاف مباراتين .. ولكن لماذا شعر الأهلاويون بالظلم ولماذا تفاخر الهلاليون بظلمهم !.. يكمن ظلم أيقاف السومة في كيل لجنة الإنضباط بمكيالين . دعونا نستعرض حالتين متشابهتين تماما والفرق الزمني بينهما كان فقط أسابيع قليلة .
الحالة الأولى .. خالد شراحيلي في مباراة الوحدة .. كورنر لصالح الوحدة والكرة متوقفة حيث كان اللاعبون يأخذون أماكنهم إستعدادا لتنفيذ الكورنر .. لاعب الوحدة يدعس على قدم شراحيلي .. يغضب خالد ويركل لاعب الوحده على ساقه .. الحكم لا يرى الحالة ولا يتخذ فيها أي قرارا وبالتالي لا يكتب عنها شيىء في تقريره .. ولكن كاميرا الناقل رصدت الحدث .
الحالة الثانية عمر السومة في مباراة الفيصلي .. فاول لصالح الأهلي والكرة متوقفة حيث كان اللاعبون يأخذون أماكنهم إستعدادا لتنفيذ الفاول .. لاعب الفيصلي يضرب السومة بقبضته على ظهره .. يغضب السومة ويركل لاعب الفيصلي على ساقه .. الحكم لا يرى الحالة ولا يتخذ فيها أي قرار وبالتالي لا يكتب عنها شيىء في تقريره .. ولكن كاميرا الناقل رصدت الحدث .
تشابه حد التطابق بين الحالتين ولكن في الحالة الأولى لجنة الانضباط إتخذت وضعية الميت.. وفي الحالة الثانية نشطت وأتخذت قرارها سريعا .. أن يغضب الأهلاويون ويحتجوا بسبب الظلم الواقع عليهم فذلك أمر له تبريره .. ولكن أن يبتهج الهلاليون بظلمهم فهذا أمر غير متوقع .
كنت أتخيل أن المشجع الهلالي من فرط تعصبه لا يشعر بأن هناك دعم يقدم لفريقه ولكن هتاف “حنا حكومة وقفنا السومة” كان دليلا صريحا على أنهم يعلمون تماما بمقدار الدعم الذي يقدم لهم بل هم سعداء ويتفاخرون به ويعايرون به الآخرين .
أعيدها وأكررها للمرة الألف .. الوسط الرياضي مقبل على كارثة وستنطلق من المدرجات وللأسف المسؤول الرياضي هو من يسوق لهذه الكارثة لأنه يتعامل مع الحدث بعقلية المشجع المتعصب .
الرمية الأخيرة :-
بالمناسبة بعد تطنيش لجنة الإنضباط لحادثة شراحيلي قام اللاعب بخرق لوائح الإنضباط في ناديه مما أضطر مدرب الفريق أن يبعده عن أهم مباريات الفريق فخرجوا من الآسيوية وخسروا من الإتحاد .. أيها المسؤول (صاحب عقلية المشجع المتعصب ) أقيم العدل فان لم تفعل فتأكد أن الله سبحانه تعالى سيقيمه لا محالة .. عاجلا أم آجل .. ولا تنسوا أنكم قضيتم الليالي تدعون على نيشمورا .
رامي العبودي
تويتر
@ramialaboodi