لم أكن متفاجئاً من نتيجة مباراة السوبر اللندنية فوجود طبيب الهلال الأمير نواف بن سعد كان طاغياً في المشهد الهلالي, إن خروج الهلال الموسم الماضي بالبطولة (الجحفلية) لا يعني أنه كان في أفضل حالاته, لقد كان كرجلٍ مريض يقاوم جروحهُ بالمسكنات الموضعية, كان يحتاج لمشرط الطبيب الجراح كان يحتاج لنواف بن سعد.
فهذا الرجل اعلامي بالفطرة الطبيعية والتخصص العلمي حدثته ذات يوم للخروج فضائياً والحديث عن الهلال وكان ذلك الإتصال بعد استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وفي عز تكالب الظروف على الهلال فقال لن يفهمني الجمهور الآن فحالتهم النفسية لا تساعدهم على فهم الأوضاع بشكل عقلاني، كان ذكياً، كان يعرف متى يتحدث، خبيراً بخفايا كرة القدم السعودية فهو إما المسئول الأول أو الثاني في معسكرات المنتخبات الوطنية منذُ منتصفِ التسعينات الميلادية.
استعد مع فريقه ليلعب مباراةً نهائية وليس كمباراةٍ حبيّه مثل جاره، استعد بعد تكليفه بإدارة السفينة الزرقاء مباشرةً، استعدّ بالمشرط والملقط وخيط الإبرة ليفتح جسد الهلال ويخرج ما يؤلمه ثم يخيطُ الجرح ويعود الهلال كما كان وأفضل، لقد اجتمع مع جورجوس دونيس على الطاولة المستديرة في اليوم السادس من يونيو، فهم أفكاره بشكل أكبر وفتح له المجال ليوضّح متطلباته الفنية والإدارية فاتفقا على رسمِ منهجية الهلال لعام 2015/2016 .
إنني لا أقول أن طبيب الهلال سينجح في كلِ عمليةٍ يدخلها فما على الطبيب إلا العمل والجهد وعلى الله التوفيق، أقصد أن نواف بن سعد لن يستمرَ مع الهلال بطلاً أبداً، ولكني أقول أنه سيُدير الهلال بالعقل والخبرة لا بالمال والاستثمار، سيُدير الهلال وهو بجانب اللاعبين الاحتياطيين قبل الأساسيين، سيُدير الهلال بالحب لكل ما هو أزرق والحزم مع أضداده، سيُدير الهلال بشكلٍ مغايرٍ عن سابقيه في العشر سنوات الماضية على الأقل.
