لن يفلح الخميس

علي مليباريحتى لو رغب أحمد الخميس أمين الاتحاد السعودي لكرة القدم في إصدار بيانات أخرى امتدادًا لبيانه الأخير ضد إبراهيم الربيش رئيس لجنة الانضباط المستقيل، فإنه لن يفلح أبدًا في إقناع الشارع الرياضي المحايد بعدالة القرارت التي صدرت بعد نهائي كأس الملك بين النصر والهلال.

لقد جاء بيان الخميس ضد الربيش متناقضًا وغير متوازن في سرد تفاصيل القضية، وكأن بها يصورها للرأي العام على أنها قانون فيزيائي يتطلب البرهان أو معادلة كيميائية تحتاج إلى الوزن أو حتى مسألة رياضيات بالغة التعقيد، بينما المسألة برمتها لا تتعدى أخطاء وتجاوزات شاهدها الجميع ووثقتها القناة الرسمية الناقلة للمباراة، وبدلًا من إصدار العقوبات اللازمة لمن قام بتلك التصرفات من الهلاليين، ذهب من ذهب من الاتحاد السعودي ليبحث عن أدلة أخرى تُدين الطرف الآخر وهو النصر فلم يجد إلا مقاطع فيديو رصدتها أجهزة جوال بعض المشجعين الهلاليين ضد ثلاثة من لاعبي النصر، وهو توثيق جماهيري وليس رسميًا معتد به كما تقول اللوائح في لجنة الانضباط.

من خلال القناة الرسمية الناقلة، ظهر ناصر الشمراني اللاعب الأسوأ في تلك المباراة مكررًا عبارته المستفزة بطريقة خارجة عن الأخلاق الرياضية، وظهر نواف العابد وهو يتلفظ بكلام خارج على الهواء مباشرة، وشاهد الجميع جماهير الهلال وهي تقذف علب الماء أمام راعي المباراة، وكل ذلك مر مرور الكرام أمام أعين الخميس ومتخذي القرار في الاتحاد السعودي.

أنا هنا لست في موقف الدفاع عن الربيش ولا في صف لاعبي النصر المخطئين، ولكنني أقرأ المشهد بما يمليه علينا من مشاهد ووقائع لا تخطئها العين، وأطالب كما يطالب كل من ينتمي إلى الوسط الرياضي أن يقف الاتحاد السعودي على مسافة واحدة من كل الأندية حتى تتحقق العدالة ويستشعر الرياضيون بالمساواة والنزاهة.

وبعيدًا عن بيان الخميس المتناقض وموقف الاتحاد السعودي الغامض، أكبرت في رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي حسه الأخلاقي والرياضي برغم عدم كفاية الدليل، حيث أكد أنه لن يستأنف ضد عقوبات لاعبي فريقه إيمانًا منه باستحقاقهم لها وتعظيمًا منه لأهمية المناسبة.. حدث هذا بعد أيام عدة من نهاية اللقاء، وقتها تمنيت أن يبادر رئيس الهلال الحالي أو القادم بتقديم الاعتذار على الأقل عن ما بدر من تجاوزات هلالية يوم المباراة، وبالأخص ما قام به الشمراني من حركات سقيمة واستفزازية ضد جماهير النصر في أمسية رياضية استثنائية، وكادت لولا لطف الله أن تتسبب في ما لا يحمد عقباه.

11