من الأمور التي تساعد على تحقيق النجاح هو الفكر والتنظيم حيث يمكننا وضع خطط واضحة ذات رؤية مستقبلية حسب القدرات والإمكانيات والطموح للوصول إلي هدف مرسوم تسمى “إستراتيجية”.. فبغض النظر عن أصل ومصدر كلمة الإستراتيجية باعتبارها مصطلح عسكري يعرف بالتخطيط المنظم للوصول للأهداف المطلوبة.. فقد أصبحت الإستراتيجية نهج وفكر ومبدأ توسع ليشمل كافة أمور الحياة ومنها بالتأكيد المجال الرياضي.
من هنا يمكننا تتبع إستراتيجية رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأمير فيصل بن تركي ومدى توافقها مع النجاحات التي تدرج فيها مع النصر برؤية مستقبلية وفكر وفق الإمكانيات والطموح ليحقق الأهداف المرسومة.. حيث بدأ بسياسية الإحلال والاستقطاب والتي يمكن أن نسميها إستراتيجية التخطيط وإعادة الهيكلة والبناء وتنظيم الفريق.. باعتبار أن هذا هو هدف أولي رصد فيه نقاط القوة ودعمها ونقاط الضعف وعلاجها ثم تحديد الاحتياجات المطلوبة والتي تنقل العمل إلي هدف أكبر وفر له بصفته رئيس النادي الأدوات والدعم والخبرات بوقفة أعضاء الشرف ومحبي الكيان حتى زاد سقف الطموح.. لتصبح الإستراتيجية الآن التخطيط للبطولات بجميع مسمياتها نجح فيها بتحقيق بطولة الدوري وكأس ولي العهد.
أعتقد أن النصر وصل اليوم إلي مرحلة تتنوع فيها الخطط وتزيد معها الأهداف قياسا بنوع العمل.. فالنادي الآن يمكنه وضع إستراتيجية لتدعيم صفوف الفريق والمحافظة على المكتسبات.. وإستراتيجية للألعاب المختلفة وإستراتيجية للاستثمار وتوفير الموارد.. لذلك فإن من الطبيعي أن ينتقد العمل ولكنه يجب أن يقدر قياسا بالمكتسبات والنقلة التي حصلت في العالمي.
باختصار جاء كحيلان للنصر وهو واثقا من النجاح بروح التحدي وحب الكيان وأعلن ذلك صراحة بجعل الفريق قوة ضاربة وسط احتفال من أنصار الفريق العاشقة.. ولكنه كان باندفاع واستعجال غير مبرر مع كثرة البيانات والتصريحات وافتقاد للخبرة والمساندة في ساحة رياضية مليئة بالصراعات والمفاجآت مما زاد من العشوائية والتخبطات وزيادة الضغوط ظهرت معها العديد من المشاكل دفع النصر ضريبتها باستمرار المعاناة.. ولكنها فترة أكسبته الكثير من الخبرة والنضج وأصبح أكثر من أي وقت مضى قادرا على قيادة الفريق إلى مرحلة جديدة فنلاحظ التغير الواضح في النهج والسياسة والتركيز وطريقة التعامل وضبط النفس والتي انعكست على مستوى الفريق.
