ليس غريبًا ولا مستغربًا ماحدث من خلاف بين لاعبي منتخبنا الوطني محمد السهلاوي ونايف هزازي، بل كان متوقع الحدوث، وهو امر طبيعي يحدث بين اللاعبين سواء في النادي او المنتخب، وماكان يجب تصعيده الى درجة التعصب، وقد اكد اللاعبين انهما فوق الخلافات البسيطة وما تعاونهما في مبارة كوريا الشمالية في تسجيل الاهداف الا دليل على تقديم مصلحة الوطن فوق كل شي، ولاحظ الجميع كيف هي الفرحة ببنهما بعد كل هدف او بعد فرصة ضائعة حيث يحتضنان بعض.
مبارك لمنتخبنا الوطني فوزه وبأربعة أهداف مقابل هدف على منتخب كوريا الشمالية، ولم يتحقق هذا الفوز لولا تعاون اللاعبين فينا بينهم ورسموا صورة جميلة واعطوا ثقة للجميع بأنهم قادرين على تحقيق الانتصارات رغم كل الظروف التي واكبت المنتخب قبل الوصول الى استراليا.
بقي شي مهم وهو على مدرب الصقور الخضر أن يوظف اللاعبين جيدًا وأن يختار اللاعب الجاهز الافضل لكل خانة، وأعتقد أن هذا الأمر لا يغيب عن مدربنا كوزمن فهو يمتلك تكتيكًا رائعًا متى ماابتعد الذين يتدخلون في فرض تشكيلة المنتخب، وهذا الأمر ليس سرًا، ودليله أن المنتخب لم تتغير تشكيلته من أيام طيب الذكر ريكارد إلا قليلًا.
يتضح على لاعبي منتخبنا أنهم تحت صغط نفسي كبير، وكان الأجدى بإدارة المنتخب أن تعمل على ابعادهم عن ذلك الضغط حتى يؤدوا بشكل أفضل، وللتدليل على وجود هذا الضغط اضرب مثالًا على اللاعب سالم الدوسري الذي يمتلك مهارات خرافية، ففي مباراة الصين كان تائهًا في الملعب ولم يقدم ماهو مأمول منه، وفي مباراة كوريا الشمالية كان كذلك الا بعد تسجيل الثلاثة أهداف، حيث لاحظ الجميع كيف تلاعب بدفاع كوريا الشمالية من جهة اليمين ماادى الى اعتراض كرته الماكرة باليد ليحتسب حكم اللقاء ضربة جزاء مستحقة وطرد اللاعب الكوري الشمالي.
حتى يتأهل منتخبنا للأدوار التالية في مونديال آسيا ٢٠١٥م يجب أن يكسب مباراته القادمة مع منتخب اوزباكستان وأن يحذر اللاعبين ومدربهم من المنتخب المقابل وعدم اتاحة الفرصة للهجوم أن يسدد من مسافات بعيدة خاصة من منطقة قوس خط ١٨ فمنتخب اوزباكستان يمتلك لاعبيه بنية قوية وطوال القامة، ايضا نحرمهم من الاستفادة من الكرات العرضية والضربات الركنية فهجومهم يعرف طريق المرمى من ضربات الرأس.
بطبيعة الحال مدرب منتخبنا سيرسم تكتيكًا مناسبًا مثل مافعل في مباراة الصين مع انه بالغ في تدعيم الدفاع على حساب خط الوسط مفتاح الفوز لاي فريق يمتلكه، وكان عليه ان يشرك تيسير الجاسم أو يحيى الشهري منذ بداية المباراة بجوار العابد وإبراهيم غالب أو وليد باخشوين، لان سعود كريري لا يعطي كثيرًا، ولا يجاري حيوية شباب المنتخب، ويغلب عليه ثقل الحركة وعدم قدرته على قطع كرات الخصم مثل وليد باخشوين او ابراهيم غالب، ويعتبر كريري عبء على منطقة المحور.
كان لاعبي المنتخب على قدر المسؤولية امام كوريا الشمالية فرغم تقدمه بهدف مبكر على منتخبنا الا ان لاعبينا تمكنوا بفضل توفيق الله ومن ثم تعاونهم ونسيان كل شيء الا تحقيق الفوز، وبالفعل قلبوا الطاولة على الكوريين، فشاهدنا تمريرة هدف التعادل بين العابد والسهلاوي والهزازي الذي لم يصدق خبرًا وأخترق شباك مرمى الكوريين قبل نهاية الشوط الاول بدقائق، وفي الشوط الثاني انتفض الصقور وتعاونوا في تسجيل ثلاثة أهداف جميلة.
تمنياتي بفوز منتخبنا الوطني في جميع مبارياته القادمة فالفوز هو الذي يحقق كأس البطولة إذا ما أراد اللاعبين ذلك.
ترنيمة
ارضنا شمس ورمال
ع المنتخب امل وآمال
اخضر وابيض خيال
لعبهم فن ودلال
قدرهم عز وجلال