عندما يضحك المتصدر!

علي مليباريتعاطي ثلة من الإعلاميين الهلاليين المتعصبين لحادثة اعتداء لاعب المنتخب ناصر الشمراني على المشجع السعودي في إحدى ملاعب استراليا أخذ صورًا وأشكالًا متعددة أغلبها في رأيي مضحكة وتدعو إلى الشفقة والسخرية، فهي في مجملها تهدف إلى البحث عن أي مخرج للاعبهم المدلل على حساب مفاهيم الأخلاق والفروسية التي بُنيت عليها الرياضة بكافة ألعابها المختلفة.

ولعل أبرز ما يقومون به الآن هو ترويجهم لحبكة درامية مختلقة تهدف إلى إقناع الرأي العام بأن مقطع الفيديو الذي يُظهر اعتداء الشمراني هو صنيعة بعض الإعلاميين والمسؤولين النصراويين بهدف التشويش على اللاعب (المسكين) وتحطيم معنوياته كي لا يتمكن في المستقبل القريب من تحقيق لقب هداف الدوري لمرتين وبالتالي فشله في كسر الرقم القياسي المسجل باسم ماجد عبدالله لست مرات.

النصراويون في المقابل لا يملكون إلا الضحك كلما مر على مسامعهم صدى هذه القصة الظريفة، يضحكون.. ولهم كامل الحق في ذلك.. كونهم الآن متصدرين الدوري ومتزعمين الأندية.. تذهب أناملهم بين الفينة والأخرى إلى مواقع اليوتيوب للاستمتاع بما قدمه فريقهم الساحر قبل فترة التوقف من أداء كروي أخاذ، وبالتالي فهم لا يريدون أن تُكدر فضيحة الشمراني صفو سعادتهم وزعامتهم.

النصراويون أيضًا بمختلف أعمارهم لديهم إيمان عميق بقانون (إيش جاب لجاب) والذي ابتكره المبدع المرحوم فوزي خياط بتأصيل عملي منهجي مبني على إبداعات ماجد الخارقة.. يستخدمون هذا القانون الفريد كلما حاول الهلاليون المتعصبون مقارنة كافة مهاجميهم عبر التاريخ بالسامق ماجد ابتداءً من سلطان بن نصيب ثم هذال الدوسري فسعود الحماد، مرورًا بسامي الجابر فالقحطاني ووصولًا إلى الفتوة الشمراني، فلا تكون النتيجة في النهاية إلا لصالح الأسطورة السعودية الأولى ماجد عبدالله وإن كره المتعصبون.

على الهلاليين إذن عدم إشغال أنفسهم بالنصر وماجد فالنتيجة في كل الأحوال (غلطان يا معاند بحر)، وهي نصيحة أقدمها لهم حتي يفيقوا من غيبوبة (العقدة الماجدية)، فماجد برغم كل ما أساؤوا إليه لازال هو الأول في أخلاقة ولعبه وهو الرمز الكروي المفضل عند ذائقة الجماهير السعودية المؤمنة بفروسية ومتعة كرة القدم.

وقبل أن أختم، فإني اتحسر على ضياع مفاهيم الأخلاق والفروسية في رياضتنا السعودية واستغرب من صمت المسؤولين تجاه ما فعله الشمراني، والحزن كل الحزن أعلنه بسبب الموقف السلبي والضعيف لرئيس البعثة الدكتور خالد المرزقي، فقد ظننا أنه بحكم ما يملك من خبرات رياضية ومؤهلات أكاديمية قادر على أن يُصدر حكمًا عادلًا ترضى له الأنفس، أقصاه استبعاد الشمراني من البعثة ومرافقة المنتخب وأدناه فرض عقوبة إدارية عليه وإجباره على تقديم اعتذار علني صريح لكافة أفراد مجتمعنا الرياضي الذي انتدبه لارتداء قميص المنتخب وتمثيل الوطن خارجيًا.

تويتر AliMelibari@

15