بيّض الله وجهك يا ابو متعب

عندما تعمل بإخلاص متجاهلاً كل ما يتفوّه به المعاتيه وعشّاق البلبة من حولك ، لا يمكن لعملك إلا أن يخرج على أكمل وجه ، وعندما تُركّز على هدفك الذي تؤمن به و تعزم على الوصول إليه بكل ما فيك من إصرار فأنت دون أدنى شك تسدد صفعةً تاريخية لكل من حاول التشكيك في قدرتك على صناعة المستحيل، وهذا تحديداً ما حصل مع فارسٍ عشق المهمّات الصعبة فعشقت التحقق على يديه !

إننا اليوم ونحن نقف على أعتاب فراق مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز ، لا ننظر كما ينظر المفارق إلى مفارقه بأسى وإشفاق ، إنما نحن ننظر كمن ينظر إلى القائد المنتصر الذي يمتطي العزة والشموخ تاركاً الدهشة الممزوجة بالإعجاب والفخر حُرية التسكّع في ملامح وجوهنا ، أجل فإن ما بُذل في مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز كان أشبه بالمعركة ، و إن رائحة النصر التي تفوح من يوم الختام كفيلةٌ بأن تُرضي من قادها .

إن ما قدمه الأمير الفارس عبدالله بن متعب – فيما لو اقتصرنا الحديث على المهرجان – لم يكن مجرد مهرجانٍ ضم عدة منافسات فروسية ، إن ما قدمه كان فكرا ناضجاً ً و رؤيةٍ واضحة استطاع من خلالها أن يرسم خارطة طريقٍ لحل الأزمة الفروسية التي تمر بها الفروسية السعودية من خلال حرصه على إدراج المبادئ الأساسية لنجاح الصناعة الفروسية ضمن المهرجان الذي كان هو صاحب فكرته والقائم برعايته دون أن يغفل أيٍ منها ، مستعيناً على ذلك بعد الله تعالى بطاقم عملٍ استطاع أن يثبت تفانيه ، غير ملتفتٍ لمهزلة العمر التي لطالما كانت تُقصي الكثير ممن لديهم الكفاء عن ساحة الإبداع ، معطياً كامل الصلاحيات للموهبة الخلّاقة و الخبرة الحقيقية .

ثلاثة أسابيعٍ كنّا جميعاً وكانت الفروسية السعودية فيها ضيوف الأمير الفارس عبدالله بن متعب الذي أحسن استضافة و ضيافة القاصي والداني تاركاً له في أعناق كل من تمت له الفروسية بصلة ديناً لا أحد يعرف السبيل إلى قضائه ، تاركاً كلمات الشكر في حيرةٍ من أمرها لا تجد أبلغ من كلمة تخرج من القلب و نعلم أنها رغم بساطتها سوف تصل إلى قلبه ” كثّر الله خيرك ، وبيّض الله وجهك يا ابو متعب ” .

12