طار الكأس وبقي الإحساس

شويش الفهدخيبة أمل جديده عاشها محبوا الفريق الهلالي بعد الخروج المتكرر من بطولة آسيا أمام سيدني الأسترالي وما أشبه الليله بالبارحه فمسلسل التباكي لازال مستمراً في حلقاته السنويه وربما يستمر هذا المسلسل إذا لم يتعامل الوسط الرياضي مع هكذا منافسات بالشكل الأمثل ، إرهاصات ماقبل المباراه وتداعيات مابعدها كانت متوقعه فالتجييش الإعلامي والشحن النفسي كانا حاضرين لكل أنصار الفريق الأزرق والفرح والسرور كانا على العكس تماماً مشاعر كل من يخالف التيار الهلالي الذي حاول أن يلعب على وتر الوطنيه والتقليل من شأن الآخرين.
درس مجاني جديد ربما نستفيد منه وربما لانستفيد ولماذا لانستفيد والأيام تقدم لنا تلك الدروس على مستوى الأنديه وحتى المنتخب فإعلامنا في صراع دائم وأنديتنا تغيب عنها الإحترافيه الحقيقيه وأنظمتنا الرياضيه هشه وقابله للكسر، وفوق هذا كله نرى أنفسنا الأفضل والأعلى كعباً على غيرنا وفي الحقيقه نحن بعيدون كل البعد عن مراكز القوه ومايحصل لرياضتنا خير دليل على ذلك.
إذا لم نتحرك سريعاً ونبادر بإصلاح الخلل فلن نتقدم خطوةً إلى الأمام والمجالات أمامنا مختلفه أولها الأنديه وإداراتها التي تتحمل الجزء الأكبر من نتائج مترديه بسبب مجاملتها المستمره ومحاولتها لي عنق القانون لمصلحتها وكذلك الحال بالنسبه للإتحاد السعودي والرئاسه العامه لرعاية الشباب حيث تحتاج إلى عمل مضاعف من أجل الوقوف على مكامن الخلل الحقيقيه والإبتعاد عن الإجتماعات وورش العمل الصوريه التي لافائده من معظمها.
الإعلام كذلك يتحمل جزء كبير من ماوصلنا إليه من مستوى خطير من التعصب الرياضي ولعل الجميع شاهد ماحصل قبل وبعد المباراه من أمور كان بالإمكان السيطره عليها لو كان لدينا نظام صارم وحازم ولكن في كل مره تكون أفعالنا هي ردات فعل لما يحدث أمامنا.
سهولة الدخول في الوسطين الإعلامي والرياضي تطرح أكثر من علامة إستفهام وبقدر مايطالب البعض بأن تكون العقوبات مغلظه على كل من يتجاوز حدوده في الإعلام فأنا أطالب بتطبيق هذا المطلب وأزيد عليه أن يشمل الوسط الرياضي كذلك وأن يكون هناك تعهدات خاصه بكل من يحمل صفه رسميه في الأنديه أو الإعلام أو حتى المجالات الرياضيه ذات العلاقه يتعهد من خلالها كل مسؤول بأن لايكون مساهماً في تأجيج التعصب ومحارباً له.
أخيراً نستطيع بتكاتفنا وتعاوننا أن نفعل الرقيب الذاتي في داخل كل شخص منا وأن لانسمح لأنفسنا بممارسة مثل هذه الأفعال في داخل وسائلنا الإعلاميه وكذلك الحال بالنسبه لمن يعمل في الأنديه فهم مطالبون بتحكيم العقل لا الميول وهو أمر صعب في البدايه ولكن عندما نكتشف النتائج سندرك حتماً أننا تأخرنا كثيراً وكان الحل بأيدينا ولم نستخدمه.

10