التحكيم مرة أخرى 2-2

كتبت في الزاوية السابقة عن المهنية والميول في التحكيم، وكنت أتوقع ردود فعل إيجابية حول الموضوع لكنني فوجئت بمن يحاول تفنيد رأيي المتواضع والحيادي بأدلة مكتوبة، منوهين أنه لكل حكم فريق ولون وطعم…

بصراحة لست مع هذا الرأي ويجب أن نحسن النوايا، وخطأ الحكم علينا أن نعتبره أنساني بالدرجة الأولى، وعدم التقليل من جهد من يعمل على مبدأ (مزمار الحي لايطرب) قد يكون هناك أخطاء وميول ولكن يجب أن لاتعمم على الجميع ولاننظر إلى نصف الكأس الفارغ، فهناك صافرات جادة ومحترمة جدا، يجب الثناء عليها وترسيخها.

وهناك من حاول تلويني بلون ناد ما..علماً أنه ليس لي في الدوري السعودي أو أي من الدوريات العربية (لاناقة ولاجمل)، وكل مافي الموضوع أنني متابع للرياضة العربية بشكل عام وما نعانيه في الرياضة السورية قد نجد مثيلاً له في أي دوري عربي، ومنبع اهتمامي بالدوري السعودي يأتي من ملاصقتي له في أحيان كثيرة كونه يعتبر من أقوى الدوريات العربية وأكثرها جماهيرية وأضواء واستبشر به خيراً ليكون في مصاف المحترفين فعلا من كل النواحي، ولكوني أعمل في عدة صحف سعودية كمراسل لها في أوقات سابقة.

لست بصدد الدفاع عن أحد فكل شخص قادر أن يدافع عن نفسه أكثر مني، وحسبي أنني حاولت الإشارة إلى حالة موجودة بكثرة في الدوريات العربية بشكل عام وليس هناك أسهل من أن تتهم حكم بميوله لناد ما، وكأننا نريد من الحكم أن يأتينا من ناد في المريخ ويمارس التحكيم عندنا، ومن البديهي أن يكون الحكم منتمياً بطبيعته لأحد الأندية كلاعب أو كشخصية اعتبارية حتى يستطيع ممارسة عمله، دون أن يظهر ميوله في الملعب عندما يقوم بواجبه.

هذا ما أردت الوصول إليه، وعلينا أن نعزز الحالة لمثالية، وأتمنى من الحكام تطوير أدواتهم التحكيمية، ومهاراتهم وأن لايكونوا محط جدل بقرارات متسرعة، ومحاولة بذل الجهد أكثر، ليس من أجل نجاح الدوري فقط والنجاح المحلي، بل من أجل العبور للاستحقاقات الخارجية القارية والعالمية، ليكون الحكم سفيرا للرياضة مثله مثل اللاعب المحترف أو الإداري الناجح وغيره من المفاصل الرياضية المتميزة.

بسام جميدة

إعلامي رياضي سوري

10