الإعلام الهلالي .. وقصة الأنف المجدوع ..!

خالد مشوحيحكى أن ملكاً أصابه أذى في انفه ، وعندما اتى بالاطباء لعلاجه قرروا ان العلاج الوحيد هو قطع الانف المصاب ، ورغم صعوبة القرار الطبي الا ان الملك رضخ لذلك مكرهاً حتى لا ينتشر المرض في باقي جسده ، وفي صباح اليوم الثاني جاء الوزراء ليزوروا ملكهم ويطمئنوا على صحته، فاستغشوا ثيابهم ضحكاً حينما رأوا أنفه المجدوع !! ، فغضب الملك وأصدر أمراً ملكياً بقطع أنوف جميع الوزراء …

فقطعت أنوف جميع الوزراء ، وفي الصباح التالي جاء قادة الشرطة ليزوروا وزرائهم كالعادة وإذا بالوزراء بلا أنوف ، فضحك قادة الشرطة على وزرائهم مجدوعي الانوف !! ، وفي الغد أمر الوزراء
بقطع أنوف قادة الشرطة حتى لا تسول لهم أنفسهم الضحك عليهم ، فقطعت أنوف قادة الشرطة ، وعندما شاهد الناس قادة الشرطة بدون انوف ضحكوا عليهم كثيراً ، حينها غضب قادة الشرطة فأمروا بقطع أنوف جميع الناس حتى يكون الناس سواسية دون أنوف !!. وهكذا كرت السبحة … فأصدرت القوانين الملكية بقطع انف كل مولود جديد ، حتى لا يعيش غريباً في مجتمعه وبين أهله !!!
مرت السنون والحال كما سبق …

وفي أحد الأيام أتى مسافر إلى تلك البلاد من بلاد بعيدة … كان غريباً بعض الشيء فلقد كان له أنف !! وعندما رأه اهل المدينة طفقوا يضحكون عليه وعلى وجود أنف على وجهه وهم يقولون : يا للهول انظروا إلى هذا الكائن الغريب الشكل ذو الأنف !!

ذكرتني هذه القصة الطريفة بحال الاعلامي الهلالي مع جمهور الهلال في عكس الحقائق ومحاولة ايهامهم بان الحقيقة هي مايفعله ويقوله هذا الاعلام حتى لو كان مخالفاً ومزيفا ، فأصبح هذا الجمهور يصدق كل مايصل له من هذا الاعلام وينفي كل الحقائق من حولهم بل انهم يضحكون على الواقع على اساس انهم هم الصواب فقط .

ورغم ان الاحداث في كل مرة تثبت للعاقل والمحايد ان هذا الاعلام والجمهور على خطأ الا ان التنويم الاعلامي المغناطيسي يغيب عقول وانظار هذا الجمهور عن الحق .

ففي العام الماضي صاح وهاج الإعلام الهلالي وشن حملاته على التحكيم واللجان وحتى الرئيس العام والسبب ان فريقهم فشل في الحصول على أي انجاز ، متناسين وجاحدين احقية الفرق البطلة ، وفشل لاعبيهم وجهازهم الفني في النهوض بالفريق ، واخترعوا القصص الخيالية ، وبدءوا يمتدحون مدربهم واخترعوا تصنيف لمدربي العالم اوصلوا فيها مدربهم المتدرب الى ترتيب متقدم على فطاحلة التدريب في العالم ، وأوصلوا فريقهم لترتيب متقدم بالتصنيف بين فرق العالم ، حتى انهم هاجموا وانتقدوا من يقلل من متدربهم حتى لو كان اعلامييهم العقلاء .

ولأن اشعة الشمس لا يمكن ان تغطى بغربال ، ولان ادارتهم مقتنعة بفشل متدربهم في قيادة الفريق فقد تمت اقالته في ليلة يضيئها البدر ، رغم انه كان في مهمة البحث عن مكان لمعسكرهم التدريبي استعداداً للموسم القادم!

ومع بداية هذا الموسم ورغم انه لم يحدث تغيير سوى بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وبقاء كل شيء على ما كان عليه في الموسم الماضي من تحكيم ولجان إلا اننا لم نسمع شيئاً من صياح الموسم الماضي ولم نشاهد أو نقرأ الاتهامات السابقة ، وهم يثبتون بفعلهم هذا ان الخلل لم يكن في ما حولهم ولكن كان بينهم وفي دواخلهم !

ولكنها للأسف نظرية الأنف المجدوع التي غيبة العقول عن الحقيقة ، فضحك صاحب الأنف المجدوع على صاحب الوجه الطبيعي !!

خالد مشوّح

16