مابين عضة سواريز وإصابة نيمار

بسام جميدةليست الرياضة بمجملها مدينة أفلاطون المثالية، رغم ماتحمله من روح التسامح، والمحبة، وشعارات رنانة يحاول الجميع تطبيقها على أرض الواقع لتصبح في النهاية رابح وخاسر يتقابلان عند انتهاء المنافسة ليتعانقان بكل ود واحترام. ولكن ما نشاهده كل لحظة في المنافسات الرياضية يستدعي من جديد استحضار الكثير من القيم والقوانين لردع العنف في المجال الرياضي بشكل عام وفي كرة القدم بشكل خاص، حيث تودي الخشونة والاحتكاك والعنف الزائد إلى الكراهية البغيضة وربما إلى الأذى الجسدي الذي لايقل عن أي أذى قد يحدث في مكان آخر وربما يسبب إصابة مثلها بل وأكثر.
الذي استدعاني إلى الكتابة عن هذه الخاصية تلك الإصابة التي تعرض لها النجم البرازيلي نيمار من قبل اللاعب الكولومبي زونيجا كادت أن تؤدي به إلى شلل رباعي لولا عناية القدر، وبعيدا عن عضة سواريز فقد شاهدنا لحظات عنف غير مبررة في المونديال تأتي من الالتحام العنيف من اجل قطع الكرة أو إيقاف لاعب عن مواصلة اللعب، فيما تحفل بقية الرياضات بمشاهد أكثر شراسة كما في الرياضات القتالية، والألعاب الجماعية وغيرها مما قد يسيء لسمعة الرياضة التي بات يحكمها المال والتجارة بعيدا عن الروح الرياضية السمحة.
هناك من سيقول أنها المنافسة ولابد من الخشونة، وأقول لامانع إنما دون أن نعرض شخصا للأذى المتعمد من أجل الانتصار عليه بطريقة ليست رياضية، وقد ينفر منها المتابعون
وهنا أناشد الاتحادات الدولية ومناصري اللعب النظيف أن يتم البحث عن قوانين تحمي اللاعبين من العنف وأن تفرض بحقهم أشد العقوبات، والرياضي الذي يعرف أنه سيعاقب عقوبة قاسية لن يقدم على الضرب والأذى المتعمد.
وكما استطاع الاتحاد الدولي من مراقبة حالات كثيرة للغش والخداع ووضع كاميرات لمراقبة خط المرمى فهو قادر على ابتكار الوسائل التي تحد من العنف بالملاعب، ولايقتصر الأمر على الفيفا بل كل الاتحادات الدولية التي يستهتر بعضها بحياة الإنسان من اجل بث روح الحماسة في المدرجات.
علينا أن نعمل جميعا لإعادة الروح الرياضية والمنافسات الشريفة للملاعب بعيدا عن المال الذي يتحكم بالرياضة، والعقل البشري قادر على هذا جيدا لو وضعنا احترام الإنسانية نصب أعيننا.

13