مونديال قطر 2022.. واختلاف الموازين

طارق ابراهيم الفريحرغم المشاكل الأمنية وحالة عدم الاستقرار الاجتماعي وتفشي الفقر والفساد والتمييز العنصر والمختلفة بنسب متفاوتة في كل من جنوب أفريقيا والبرازيل.. إلا أنه قوبلت ملفاتها لتنظيم كأس العالم بترحيب واسع داخل أروقة الفيفا وفي العالم بشكل عام.. ورغم عدم اعتراضنا على ذلك إلا أننا لا بد أن نوجه رسالة متى ما كانت الموازين مختلفة.. فقد جاء إعلان فوز ملف قطر باستضافة مونديال 2022 لكرة القدم كلحظة رياضية تاريخية لها وللمنطقة بشكل عام وتأكيدا لمكانتها الرياضية وترجمة لطموحاتها وتتويجا لنجاحاتها المتواصلة التي تدرجت وتسلسلت إلى أن وصلت إلى مرحلة احترافية وتنافسية ساهمت في فتح آفاق عالية وتطلعات جديدة من خلال تنظيم واستضافة العديد من المسابقات والبطولات والملتقيات مع وجود فكر وطموح ونظرة مستقبلية في ظل وجود دعم واهتمام تحظى به الرياضة والرياضيون كسبت معه الرهان ونالت على رضا المؤسسات والمنظمات والهيئات الرياضية العالمية.. فقد أكد العالم ثقته في هذا الملف ولم يشكك في قوته وتكامله والعمل المبذول فيه من النواحي الفنية والإدارية ووجود الإمكانيات القدرات والبنية التحتية والتي نؤكد على قدرة قطر إلي الذهاب أبعد من ذلك إلي حد الإبداع والإبهار
في مقابل ذلك لم تتوقف عجلة الإعلام خصوصا الغربي في أكثر من اتجاه والذي حمل الكثير من الطرح أكد على حقيقة يعيشها واقع الفكر الرياضي العالمي من خلال خلط الأوراق والقضايا وقراءتها بشكل بعيد عن الحدث.. جاءت معظمها مخيبة للآمال ومشوهه ومشحونة بالحقد والكراهية وغير مدروسة نقلت صورة مغلوطة فيها تقليل ومحاربة وملبسة بغطاء مزيف من خلال اخذ ردود أفعال شخصيات محسوبة على الرياضة العالمية شككت في إقامة المونديال في الأجواء المناخية الحارة وطلب نقل بعض المباريات لدول مجاورة.. والحديث عن استغلال قطر لنفوذها السياسي و قوتها الاقتصادية وقدرتها المالية وكذلك خلط التنظيم بقضايا فساد أكد معها الكثير بامنياتهم بان تنظيم البطولة سيسحب من قطر.
لقد جاء الرد القطري قوي وواضح وفيه نفي للمزاعم المغلوط وتحدي بأنها قادرة على التنظيم في أي موعد وتحت أي ضغوط.. فالاتحاد الدولي لم يصرح رسميا يوما ما عن مسألة سحب التنظيم بل أكد أن قطر استحقت شرف الاستضافة من خلال ملف لقى نجاحا كبيرا وكسب الجولة وحقق إنصافا لعملها ولكنه ومن خلال منظومة عمل دولية يريد حلول تكفل نجاح أكبر للمونديال وهذا حق له.. أما من ناحبة القدرة المالية والنفوذ السياسي فهذا أمر إيجابي ومشروع سخرته القيادة القطرية لصالح رياضتها.
نحن هنا لا نتهم بالإعلام الغربي رغم قوته وتأثيره وسلطته.. لآن الحقائق والمؤشرات تؤكد استعداد قطر المنظم ولكننا نحتاج لوقفات قوية رسمية وإعلامية وشعبية مع حق قطر والرد على من يحاول تشويه أو تغيير الصورة.. هنا أجدها فرصة لطلب أن تستضيف قطر بطولة كأس العالم للقارات القادمة بدل من روسيا لتثبت جدارتها وإمكانياتها كاختبار ورد للعالم.
فالواجب علينا الآن دعم استضافة قطر لمونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 وإبرازه ذلك على الساحة باعتبارها فرصة سانحة لها وحق مكتسب وهي أهل لذلك والتاريخ يشهد.. وأبعث دعوة للجميع للمساندة والدعم لقطر والوقوف معه قلباً وقالباً.. خصوصاً وأن الاتحاد السعودي أعلن مساندته سابقا للملف القطري والآن بدعم ويسخر كافة الإمكانيات والكوادر لها والذي يجب أن يتزامن مع دعم عربي جماعي.
تويتر tariqsports@

15