حسين ونور والشلهوب .. قيمة رياضية

طارق الفريحعندما يتفق المنصفون في تقييمهم الإيجابي لمسيرة لاعب تخطى عتبة منتصف الثلاثين ولا زال قادر على العطاء ومتميز في الأداء وقمة في الإبداع ومثال للأخلاق وقائد وقدوة.. فبالتأكيد بأن هناك عوامل ومقومات ساعدت في استمراره وتشكلت عبر السنين اجتمعت في الخبرة والانضباط والفكر وإدارة الوقت والحفاظ على المستوى الفني واللياقي والتعاون مع الجميع والإخلاص والاهتمام بالصحة والثقة بالنفس والأخلاق الرياضية والسمعة الحسنة.. في تجسيد حقيقي للاحتراف.
ومن هؤلاء اللاعبين حسين عبدالغني ومحمد نور ومحمد الشلهوب.. فالأمور هنا ليست مكان عاطفة أو مجاملة فالعطاء والتاريخ والأرقام كفيلة بذلك جعلتهم على عتبة المجد الرياضي.. فوجودهم مصدر طمأنينة وعلامة فارقة حتى مع تقدمهم في السن.. يملكون قدرات ومميزات مطلوبة كالقيادة والتوجيه وقراءة المباراة والتعامل بذكاء والقيام بادوار لا يستطيع تثمينها أو تقييمها إلا القليل.. فلسنا هنا بصدد استمرار اللاعب أو توقفه فهو صاحب القرار ولكننا نتحدث عن أهمية تواجده وقيمته الرياضية.
أنهم كبار في تعاملهم داخل المعلب وخارجة وحتى في مواجهة المشاكل والصعوبات والحملات المشكوك فيها التي قد يتعرضون لها.. فتكون لهم دافع ومصدر قوة وإصرار وعزيمة.. وهذا ما يفرق ويصنع النجوم.. فالتنظير بعبارات مجحفة بحقهم مثل “منتهين” و”عواجيز” و”خلاص إلي متى”.. أو تبني حملات تسيء لهم ومطالبات وأحكام قاسية بضرورة إبعادهم وأنهم يتدخلون في قرارات النادي ويعطلون مسيرته وعليهم فسح المجال للشباب وأن لا يقفون في طريق المواهب بكلام مثالي وإنشائي مكررا وبعيدا عن النظرة الفنية يجب أن تعاد صياغته وترتيبه.. حيث تخرج هذه الأصوات وتكثر هذه الأحكام في الأزمات وعندما تمر ظروف حرجه على اللاعب أو على الفريق يتحول معها النقد إلي تجريح وربما تصفية حسابات وتصيد في الماء العكر.
خاتمة… أكثر ما أسعدني هذا الموسم حصول حسين عبدالغني على بطولة دوري كانت تنقصه في سيرته الرياضية.

10