نكهة الدوري السعودي

بسام جميدةمن خلال متابعتي الدائمة للرياضة بشكل عام والكرة السعودية منها، لمست فيها أشياء تستحق التوقف فعلا، إلا وهي الجماهير الرياضية التي تواكب فرقها خلال النشاط الكروي، وتعتبر اللاعب رقم 12 في الملعب.
المميز في الدوري السعودي تلك الحالة الجماهيرية التي تفوقت على نفسها، وعلى أقرانها، حيث باتت النكهة التي تضاف للمباريات التي تتميز في غالبيتها بمستوى عالي من الأداء الفني، ومن يتابع هذه الحالة يلمس تطورها وزيادة فاعليتها منذ سنوات ليست بالبعيدة، ففي السابق كانت جماهير الأهلي والزمالك في مصر هي الأميز، وكذلك جمهور الوحدة الدمشقي في سنوات مضت، والمريخ السوداني، وغيرها، ومن بين كل دول الخليج تبرز جماهير الدوري السعودي، وفي مقدمتهم جماهير الهلال والنصر، ومن بعدهم الاتحاد والأهلي، حيث يشكلون قوس قزح يزيد في بهاء اللعبة ومستواها.
وقد تابعنا هذا الموسم هذه الجماهير التي ساهمت بشغفها في أن يكون الدوري السعودي هو الأكثر متابعة في القارة الصفراء، ويستحق أن نرفع له القبعات تقديرا لما يمتاز به من حب ريادة الملاعب ومؤازرة الفريق.
ويستحق جمهور النصر الذي كانت له صولة واضحة في ترجيح كفة فريقه من خلال المتابعة والوقوف خلف فريقه في كل الحالات أن يكون النجم الأول في المساهمة بالحصول على لقب الدوري، وسيكون أيضا له دور في استعادة النصر لدوره (العالمي) لو حافظ على مستواه، وعالج الجهاز الفني ما مر به الفريق من ثغرات فنية، ليواصل المسير بثقة في مشوار لن يكون سهلا بتاتاً.
ولم يكن جمهور الزعيم أقل متابعة، ولكن ربما خذلته ظروف فريقه الطارئة، لكنه بالمجمل شكل لوحة جميلة مع بقية الجماهير.
ما نتمناه من كل الجماهير أن لا تتخلى عن فريقها بسهولة وأن تصبر وأن تحترم الفريق المنافس، وتشجع بروح رياضية لتكون قدوة وبعيدة عن التعصب الذي يضر بالرياضة ولا ينفعها، بل ويؤذي الفريق، وكم من فرق خسرت بسبب جماهيرها..!
الجمهور السعودي يستحق درع خاص به من اتحاد اللعبة لتميزه بالتشجيع، وغياب الحالات الانفعالية عن المدرجات، ونتمنى أن يكون لروابط المشجعين دور أكبر في عمل كرنفالات بالمدرجات أسوة بما نراه في الكرة العالمية.

* إعلامي رياضي سوري

14