الاحمدي يكتب.. يا أخضر آسيا للمجد بقية

هل تذكر يا أخضر آسيا ..؟ هل تذكر العشق الجميل..؟ هل تدرك الحدث الرياضي المثير..؟ هل تتذكر المجد الكبير..؟ بالتأكيد أنك تذكر وكيف تنسى ولا أظنك تنسى.. ومن منا ينسى ذلك الحدث المتميز.. هذا وقد كان خلف مجدك أمير أحبك وتجاوز في حبه كل المقاييس وقدم لك كل ما يملك من فكر ووقت وجهد ومال وبدأ بالحلم البعيد وسانده في تحقيقه ملك عظيم. وكانت أرض سنغافورة هي أرض التفاؤل لنا والأمل المنشود ومحصلة كل الآمال وأول الطموح وليس آخره.

وكانت مشاركتك شرف كبير أسعدت فيه محبيك من الملايين في الوطن المعطاء ولم تخيب ظنهم فقد أدخلت الفرح في قلوبهم. لاعبين على مستوى كبير من الفن والمهارات والخبرة والعزم، هذا غير ما بذلوه من جهد خرافي وتضحية عالية وكان خلفهم مدرب وطني خلده التاريخ الرياضي السعودي واسمه “خليل الزياني”لم تكن مهامهه التدريب والتكتيك وحسم النتائج أمام الخصم فقط، بل كان أباً لكبيرهم وأخاً لصغيرهم وداعماً للجميع في كل الأحوال حتى لامست الأيادي الخضراء وباستحقاق الذهب.

وهناك في كأس اسيا في سنغافورة كان اللاعبون على الموعد الجميل فبداية مع الحارس الأمين عبدالله الدعيع وامامه المدافع القائد صالح النعيمة وبرفقة زملائه في خط الدفاع ويتقدمهم خط وسط أنيق بقيادة المبدع صالح خليفة وفي المقدمة لاعب لم يشابهه نجم في ملاعب سنغافورة آنذاك ومن لايذكر النجم الأسطوري ماجد عبدالله صاحب البسمة والبصمة النهائية في لقاء النهائي وبجواره الكوبرا محيسن وهناك صاحب الهدف النفيس شائع.

ذكريات عظيمة من الجهد والتعب والتضحيات لا تنسى.. استحق خلالها المنتخب السعودي الأول الصعود لمنصات التتويج والحصول على الكأس الغالية وأصبح هذا المنتخب الطموح وبامتياز هو أيقونة المنتخبات الوطنية، بل هو ثقافة الفوز المعتمدة في المحافل القارية والدولية للسنوات القادمة من خلال المنتخبات المشاركة بجميع مراحلها فتوالت المشاركات وتوالت الانتصارات فللمجد بقية ستذكر يا أخضر.

ولعل استحضار الماضي العريق في هذه الأثناء بمناسبة مشاركة المنتخب السعودي الأول في كأس اسيا هو بمثابة رسالة للاعبين المشاركين أن لا مستحيل في كرة قدم أبداً، وأن يجعلوا الأمل والتفاؤل أمام أعينهم وفي دواخلهم بعد أن يقدموا كل ما لديهم من جهد مبذول من تنفيذ الخطط التدريبية باحترافية متكاملة مع التضحية المستحقة لهذا الوطن الغالي في الدفاع عن ألوانه الأخضر والأبيض، كل التوفيق للأخضر البطل والعودة من أرض الدوحة بالإنجاز المأمول فالدوحة وسنغافورة بالنسبة لنا أرضان لوجه واحد.. هو وجه السعادة الرياضية.

7