مرحباً بلاد موهيكا

محمد المسمارعرف النصراويون دا سيلفا بعد معرفتهم بالعبقري باوزا ، هذا الأمر تحديداً جعل النصراويين لا يرون الجمال الذي يصنعه رجل بلاد خوسيه موهيكا . ذلك البلد التي يأخذ رقعة صغيرةً جداً من قارة أمريكا الجنوبية ويسكنه ثلاث ملايين ونصف المليون نسمة ، ويُعرف باحتضانه لأفقر رئيس في العالم “خوسيه موهيكا”.

ذلك البلد المعطاء كروياً من خلال الفوز “بكأسي عالم” وخمسة عشر بطولة “كوبا أميريكا” كرقم قياسي ، لا زال ينجب المعجزات الكروية على صعيد اللاعبين والمدربين ، وإن كان النصراويون قد ودعوا ابن الأوروغواي كارينيو بحزن فهاهم يستقبلون ابن جلدته دا سيلفا بفرح وسعادة غامرين.

وحين نتحدث عن دا سيلفا فنياً فإننا نتذكر أنه مدرب هجومي بامتياز ، حيث أنه يعتمد على مهاجمين ثالثهما يسقط أحياناً بحسب مجريات المباراة ، مع إعطاء الحرية للاعبي الوسط والظهيرين بالتغذية الهجومية الكاملة . هذا الفكر الهجومي يسمح للاعبين بتغذية الهجوم على مدار الشوطين ، وهو ما سيعطي لاعبي النصر فرصة التقارب فيما بينهم واستعراض مهاراتهم الحقيقية ، وهو ما سينتج عنه بأذن الله نبع من الأهداف لا ينضب . هذا الفكر يتناسب طردياً مع نوعية لاعبي النصر ، لأن نوعية لاعبي النصر يمكن تشبيهها بأنها فرقة أسود اجتمعت لتنقض وتفترس.

فكر دا سيلفا الذي يرتكز على الكثافة الهجومية يمتد حتى للكرات الثابتة ، حيث يسمح ما بين ستة إلى سبعة لاعبين بالتواجد داخل منطقة جزاء الفرق المنافسة ، وهذا أيضاً سيؤتي أكله بإذن الله من خلال غزارة الأهداف في الكرات الثابتة.

على الصعيد الدفاعي أصبح لدى دا سيلفا مدافعان قويان وسريعان وقارئان رائعان للكرات في الجو وعلى الأرض ، وقد كانا مع كارينيو يجيدان صناعة العمق بتفاهم منسجم يصل حد النغم . هذه المميزات الدفاعية تتوافق بشكل رائع مع الفكر الهجومي لدى دا سيلفا، حيث أنها ستمنح المدرب النصراوي ميزة الضغط دون الخوف من الهجوم المرتد ، حيث سيتم وأد كل كرة بينية أو عرضية في مهدها خصوصاً مع وجود محور بمميزات غالب . ولذلك لا أعتقد أنه يتوجب على دا سيلفا عمل شيء على الصعيد الدفاعي سوى مطالبة الدفاع أن يلعب كما كان يفعل مع كارينيو.

ولو قارنا عناصرياً بين النصر السابق و النصر الجديد فإننا سنجد ميلاً ملحوظاً لصالح النصر الجديد، رغم أننا نتذكر جيداً أن نصر 2009 ضم ثلاثياً مهماً جداً ساعد في نجاح دا سيلفا هم : فيقاروا وحسام غالي مع الثالث الذي أعتبره أهمهم وأمهرهم على الإطلاق الأسمر باسكال. أما اليوم فالنصر وإن لم يمتلك باسكال فإنه يمتلك عناصر أكثر تكاملاً وأكثر قوة لا تحتاج سوى مزيدٍ من الحرية لتحلق في سماء الابداع.

.

.

.

محمد المسمار

@al_mismar

7