الكُرة بين الفنيات والإنسانيات

استمتع كثيرا بقراءة ترجمة الحوارات والمؤتمرات الصحفية للمدربين واللاعبين الكبار في أوروبا خاصة , ومن هواياتي الاحتفاظ ببعض قصاصات الصحف التي تحوي بعضا من ذلك.

منذ أسبوع شدتني أحاديث (تيتو فيلانوفا) المدرب الجديد للبرشا في المؤتمر الصحفي بعد أول مران قاده مع فريقه الجديد , تأثرت بحديثه عن مرضه المزمن وعن عدم زيارة صديقه (جوارديولا ) له رغم تواجد الأخير في نيويورك التي كان يقطنها (فيلانوفا) للعلاج . اكتفى المدرب الجديد للبرشا بالقول : لو كنت مكانه لبادرت بالزيارة , كنت أحتاج لئن يقف صديقي معي , كنت أمر بأوقات سيئة , في المؤتمر ذاته كان صريحا وهو يتحدث عن الصعوبات التي واجهوها للتعاقد مع البرازيلي تياجو سيلفا نجم دفاع باريس سان جرمان , انتقل بحديثه البسيط عن (الصفقة) الأجمل في هذا الموسم للبرشا وتعاقدهم مع المهاجم الشاب (نيمار) ,وصفها تيتو بأنها صفقة رائعة ومبهجة مؤكدا أن (ميسي) نجم الفريق هو أفضل لاعب في العالم ! وفي حديثه عن التنافس بين نيمار وميسي في مقدمة برشلونة ذكر تيتو :لن تكون هناك مشاكل في التفاهم بينهما فهما يلعبان في مركزين متكاملين ,إذ أن الرقابة على أحدهما ستمنح الآخر حرية أكبر في التحرك مطالبا عشّاق البرشا بالتفاؤل إزاء ذلك ,وعن مغادرة ألكانتارا إلى البافاري فنّد تيتو ذلك بأنه يتمنى له التوفيق مع فريقه الجديد , وزاد ألكانتارا كان يتنافس مع تشافي وهيرنانديز وأنيستا وفابريجاس وأثنين فقط سيُشاركان في التشكيلة الأساسية , على الجانب الآخر كان جوارديولا مستاءا من التصريحات المنتقدة له من رئيس برشلونة لعدم زيارته فيلانوفا وأعتبر تلك التصريحات سلاح لمهاجمته لمغادرته الفريق الكاتالوني , وقال : إدارة برشلونة لم تتركني وشأني لقد استخدموا مرض تيتو لمهاجمتي !

قد نتفق أو نختلف مع أحاديثهما , ربما نقف صامتين لأننا لانعلم خبايا الأمور في علاقتهما الإنسانية و لكننا نتعلّم ونستفيد من اللغة الفنية التي يتحدثون بها , البساطة والبعد عن التعقيد والوضوح سمات ظاهرة في أحاديثهم .

ليس بعيدا عن الاثنين حوار (روني) في مجلة (فور فور تو) عندما سُئل عن تدريب (نيفل ) للمنتخب الإنجيلزي , كانت إجابته المميزة : إنه أمر جيد ولسنا في مدرسة والعمل في المنتخب جماعي , كان روني يمتعك فنيا وهو يتحدث عن طريقة لعب المنتخب الإنجليزي خارج أراضيه وعن التغييرات مع هودجسون أعجبتني عبارته ” لعبنا مؤخرا برأس حربة في المقدمة ولكن معظم الوقت كان المنتخب يلعب بطريقة (2-4-4) وجود لاعب وسط إضافي خارج أرضنا مهم وأساسي حيثُ أن الكثير من الفرق تلعب بطريقة (1-5-4) ومن المهم أن يتماشى أدائنا مع أداء هذه الفرق . احترمته في كل مرة كان يردد فيها بأنه سيحترم قرارات مدرب المنتخب في المركز الذي سيختاره له ملمحا أنه يُحب مركز الهجوم ويرتاح لمركز لرأس الحربة التقليدي كونه يبحث عن الأهداف .

من القلب:

في الأيام القليلة الماضية كان نادي الشباب مكتظا بالأعمال الاجتماعية والإنسانية متزامنا مع شهر رمضان , بالأمس القريب تم تكريم حفظة كتاب الله في مسابقة نادي الشباب القرآنية السنوية على مدار أربع سنوات , وكذلك حفل الإفطار السنوي لأبناء جمعية إنسان في مقر النادي تلك الأعمال التي يرعاها ويُشرف عليها مباشرة الرئيس الشبابي خالد البلطان مشكورا وجدت صدىً كبيراً وتقديرا واسعا في المجتمع الرياضي والإعلامي المحلي ,وقتئذٍ كنت أُردد الحديث القدسي ,عن أبي هريرة رضي الله عنه ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله تعالى قال : ومازال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه ,فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ,وبصره الذي يُبصر فيه ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ), وقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا أتاني عبدي يمشي أتيته هرولة ).

10