غياب المهنية في برنامج إذاعة رسمية..!!

لم أكن أتوقع أن تصل الهيمنة الإعلامية الاتحادية إلى هذه الدرجة من الجرأة، والتجاوز، واستغلال النفوذ في مكان إعلامي رسمي عبر أحد البرامج الرياضية للمذيع فريد مخلص فكل ما أعدت المقاطع المسموعة من اللقاء استغرب حقيقة كيف يعمل هذا المذيع في ظل غياب المهنية الإعلامية تماما..!؟ فحين تسمع كلمات هذا المذيع للأسف وهي موجهة في الأصل للمؤرخ الرياضي القدير الأستاذ محمد غزالي يماني تشعر أنها خرجت من نطاق مذيع خبير إلى مشجع اتحادي داخل مدرجات ناديه المفضل. وبكل تأكيد ستجد الحيرة، والدهشة ترتسم على محيا كل من يستمع لهذه المقاطع غير المسؤولة. وأشك في أي متابع يؤمن بالحيادية، والموضوعية، ويملك الرأي المنصف أن لايصدم من تصرف فريد مخلص وهو يأخذ من اسمه نصيب في أنه فريد في تصرفه الإعلامي غير المبرر، ومشجع مخلص لناديه ولكن على حساب المهنية المفترضة، وفي برنامج لإذاعة سعودية رسمية..!

وفي المقابل وأثناء مواصلة الاستماع يتضح للمتابع مع غياب المهنية الإعلامية أساسا للمذيع فريد أنه يفتقد للثقافة اللغوية، والتاريخية حين يتسآل بحذاقة خلال حديثه في برنامجه الأسود والأصفر حيث قال :”ها سمعت كلام الأميرسلطان بن عبدالعزيز _ رحمة الله عليه_ يقول لك لمن دخل الملك عبدالعزيز جدة كان الاتحاد موجود.. متى دخل الملك عبدالعزيز طبعا قبل تأسيس المملكة العربية السعودية.. لمن دخل الملك عبدالعزيز جدة كان نادي الاتحاد موجود..رجع رحمة الله عليه وأكد قال يعني نادي الاتحاد هو أقدم نادي في المملكة….” ففي كلامه هذا يتضح ضحالة معلوماته فهو لايفرق بين التأسيس من جهة، والتوحيد من جهة أخرى فتأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز _طيب الله ثراه _ كان في عام 1319هـ، بينما التوحيد باسم المملكة العربية السعودية كان في عام 1351هـ فقط؛لإضافة معلومة قد يفتقدها هذا المذيع المتعصب، فضلا على أن المؤرخ د. محمد أمين ساعاتي علق على هذا المقطع بأنه تطييب خاطر لأهل جدة وتحديدا محبي الاتحاد، هذا غير استماعه مباشرة للعم كامل أزهر _يرحمه الله تعالى _حين قال:” الوحدة طلعت قبل الاتحاد…” وكتمه لشهادة الحق..!

إن من المأمول صراحة من مسؤولي إذاعة جدة الأفاضل عدم إتاحة الفرصة لمثل هذا النوع من التعصب الرياضي الأعمى، والتشنج غير المقبول لهذا المذيع، أوغيره من المذيعين على مختلف مواقعهم، وعدم تغليب الميول الخاصة في طرح وجهات النظر الشخصية للبرامج الرياضية،وعموم البرامج المقدمة عبر أثيرها المحترم. فالمستمع للإذاعة الرسمية يرغب في الحصول على المعلومات المفيدة بجميع أشكالها سواء في البرامج الاجتماعية، أو الاقتصادية، أوالرياضية، وغيرها من البرامج دون تحيز، أو ميل لصالح طرف علي آخر، وأن تكون جميع الأطراف بطبيعة الحال على مسافة واحدة من العدالة، والمساواة.فهل نرى في المستقبل القريب جدا طرح جميع القضايا وخاصة الرياضية بدون ارتداء شعارات الأندية..؟ فيكفي تعصب في رياضتنا الوطنية ياإذاعتنا القديرة فقد سئمنا.

20