كيف نكون قدوة في العمادة الرياضية ؟!

كيف نكون قدوة ؟ هي دعوة كريمة، لفكرة جميلة أطلقها مسبقا أمير منطقة مكة المكرمة لكافة أطياف المجتمع؛ للتمسك بالقيم الفاضلة،والمبادئ المتوارثة وتطبيقها على أرض الواقع . وهناك ثمة علاقة أكيدة بين هذه الدعوة الراقية، والرياضة وهي أن صاحب الدعوة كان يوما ما على هرم القيادة الرياضية في المملكة. والرياضة عموما إن لم يكن فيها القدوة الحسنة فهي رياضة بائسة، وإن تحقق فيها أرقام عالية وإنجازات قياسية . والقدوة على كل حال هي منهج حياة متكامل في العلم، والأدب، والاقتصاد، والرياضة، وغيرها. وهنا في المجال الرياضي تحديدا إذا لم يتحلى جميع ممارسيها بالأخلاق العالية ، والذوق الرفيع فهذا بكل أمانة من المأساة الإنسانية المؤسفة. فحين يخالف الواقع المبدأ فنحتاج إلى التفكير طويلا ونسأل أنفسنا بعدها بكل تجرد مالذي حصل لدينا !؟

فنجد بوضوح في الجانب التاربخي الوحداوي التمسك بهذا المبدأ السامي للمؤرخ الرياضي الأستاذ محمد غزالي بن سعد اليماني من خلال تتبعه للقدوة بإعطاء كل طرف حقه عبر المنهج العلمي في إثبات الحقائق، ونفى المغالطات، مع توضيح الفارق الكبير بين الأحداث الزمنية، وبين ماهو ممكن، وماهو غير ممكن . بل وفي بحثه المتواصل منذ أكثر من إثني عشر عاما وحتى الآن يبين المفارقات العجيبة في مقولات الطرف الآخر، وتناقضاتها وعلى سبيل المثال ما أوضحه مؤخرا في اختلاف أقوال المؤرخ الاتحادي عبدالله جارالله المالكي ومابين أقوال الراحل الاتحادي حمزه فتيحي _يرحمه الله تعالى _ وتحديدا في جزيئة أن الاتحاد لعب مع الفريق الإندونيسي عام 1350،بينما الفتيحي يذكرها في عام 1348..!، ولم تذكره صحيفة صوت كذلك الحجاز الخبر _آنذاك _

إن من المأمول أيضا من جانب المختصين الاتحاديين تتبع وتطبيق مبدأ القدوة الحسنة فعليا في المجال الرياضي وخاصة في البحث التاريخي المقدم من قبلهم، ومنذ سنوات بعيدة من مؤلفات الدكتور محمد أمين ساعاتي ،والمؤرخ المالكي،. أما بقية المؤلفات فكما أسلفنا فهي في الغالب عبارة عن نسخ ولصق ليس إلا . وهذا المبدأ ينطلق هنا عبر القيمة الأخلاقية الراسخة والمعروفة ” الاعتراف بالحق فضيلة “.ة. فبعد كل هذه الإيضاحات المتتالية للمغالطات الاتحادية من جانب المؤرخ اليماني في تأصيل الأولوية الرياضية في المملكة العربية السعودية وتحديدا في مكة المكرمة بتأسيس أول فريق كروي تحت مسمى فريق المختلط هو امتداد طبيعي لنادي الوحدة . فهل يكتب التاريخ ليس في المملكة فقط، وإنما في العالم العربي أجمع أن جملة منصفة من المؤرخين والباحثين الاتحاديين تراجعوا عن أقوالهم السابقة وطبقوا القدوة الحسنة في الرياضة بالاعتراف صراحة بالمغالطات،وإنصاف التاريخ قبل إنصاف الجانب الوحداوي في أولوية التأسيس هذا مانأمله بكل أمانة .

17