الأزرق الذي عشقناه

تحديداً منذ بداية السبعينات أنجبت كرة القدم الكويتية فريقاً وطنياً لكرة القدم رائعا قدم الدروس والفنون والإمتاع قبل الانجازات والبطولات ورفع اسم الكويت في جميع المحافل.. أنه زمن جميل شهد له التاريخ وجيل من ذهب سطر أروع الملاحم فحلق ببطولات الخليج وحصل على كأس أمم آسيا وتأهل لنهائيات كأس العالم.. فكان ما قدمه الأزرق الكويتي من مستويات وأداء وفن ومتعة وإبداع النواة الأساسية واللبنة الأولى لتقدم الكرة وازدهارها في المنطقة.. نعم انه جيلا رائعا على جميع الأصعدة ويستحق الإشادة والحديث عنه يطول وذو شجون ومن حق الكويت وحقنا الفخر به.
هنا لا نريد الحديث عن الأزمة الحالية والمشاكل التي عصفت بالرياضة الكويتية باعتبارها شأن داخلي ولكن للإنصاف من حق شباب الكويت أن يكون لنا وقفه تعبر عن مشاعرنا وتقديرنا وحبنا للكويت ورياضتها فهي جزء منا.. ولا نريد وضع الرياضة الكويتية مجال مقارنة مع نفسها في عصرها الذهبي كهاجس يؤرق ذهن الجيل الحالي.. أو أن الرياضة الكويتية أصبحت تاريخ الأمر الذي أفقد شباب الكويت الكثير من الفرص في التألق وإثبات الوجود وأوجد مجموعة من الإخفاقات واللحظات الحرجة وتأزمت معها كثيرا من الأمور الفنية والإدارية حيث خرجت الرياضة من الملاعب إلى المكاتب مما خلق حواجز يصطدم بها كل حلم وأوجد الضغوط النفسية والإحباط.
لذلك من المهم النظر إلى الجانب الإيجابي في تلك الفترة الجميلة وما هو النهج السائد فيها والاستفادة منها باعتبارها مصدر قوة ودعم وإلهام من أجل الوقوف على حقائق تعود بالرياضة الكويتية إلي سابق عهدها.. فالرياضة الكويتية في عصرها الذهبي مدرسة على جميع المستويات والألعاب ونهج في التعامل على مستوى القيادات الرياضية ومثال على التلاحم والتكاتف وترجمة لحب الوطن.
باختصار.. دعونا نقول بتحفظ أن الرياضة الكويتية ليست في أزمة وإنما في اختبار وستعود بالوقفة الجادة والصادقة التي شعارها الكويت أولا.. فهي بقيادتها ورجالها وشبابها وإمكانياتها التي صنعت تلك الأجيال والإنجازات قادرة على التغلب على مشاكلها وصنع أجيال شابة قادرة على العطاء ورفع اسم الكويت لتعود الرياضة الكويتية ومنتخبها فارساً كما كان طالما أن هناك إرادة وعزيمة وإخلاص وعمل وجهد.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

11