جهود تعاوني المبرز والمطلوب من رجال الأعمال

الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى – واجبة على الجميع، والدعوة مسؤوليتُنا جميعاً كل حسب طاقته وقدرته، وذلك انطلاقاً من قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” بلّغوا عندي ولو آية ” ففي هذا الحديث وأمثاله الأمر بالقيام بالدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى -، وهذا الأمر متجه للجميع، فالكل مُطالب بالقيام بأمر الدعوة.

وقد قامت جهود مباركة في سبيل القيام بأداء هذا الدور الدعوي الواجب على الجميع، لرفع الإثم عن المجتمع ؛ ولذا ينبغي أن يدرك الجميعُ بأهمية ما تقوم به المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية بمملكتنا الحبيبة، وفي مقال هذا استعرض جهود وإنجازات المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمبرز بمحافظة الأحساء ( بشرى) ، والدور المطلوب من رجال الأعمال لدعمه .

أولاً: تعريف مكتب تعاوني المبرز (بشرى) :

هو أحد صروح الدعوة إلى الله في محافظة الأحساء بمدينة المبرز ويعنى بتوعية المسلمين بأمور دينهم وتوعيتهم بها سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً , صغاراً أو كباراً , عرب أو أعاجم عبر وسائل دعوية متنوعة , ويعنى أيضاً بدعوة غير المسلمين وتبيين حقيقة الإسلام لهم وبيان محاسنه وإزالة ما يعتري أذهانهم من شبهات حول الإسلام.

ثانياً: جهود المكتب وإنجازاتُه :

يصعب الحديثُ عن جهود المكتب التعاوني بالمبرز (بشرى) في مقال واحد، فالحديث عنه يحتاج إلى سفر كبير، لكن من باب ما لا يدرك كله لا يترك جلُّه سأشير إلى بعض جهوده وإنجازاته ليكون دليلاً على بقيتها.

النشاط الدعوي الموجه لغير المسلمين للدعوة إلى الإسلام، وقد بلغ عدد المسلمين الجدد بالمكتب منذ تأسيسه أكثر من ألف وخمسمائة (1500) مسلم ومسلمة.

الدروس والمحاضرات الدينية لتعليم المسلمين الجدد، وكذلك تعليم أبناء الجاليات المسلمة، وقد وصلت تلك الدروس أكثر من ستمائة وثمانين (680) درساً ومحاضرة.

الكلمات الوعظية التي تقام في المناسبات حديث بلغت أكثر من مائة وستة وثلاثين ( 136) كلمة وعظية.

الدورات العلمية: حيث بلغت أكثر من مائتين وأربع ( 204) دورات.

الجولات الدعوية:حيث بلغت الجولات العلمية للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمبرز ( بشرى ) أكثر من مائتين وستة ( 206) جولات دعوية في مقرات سكن الشركات العاملة بالمبرز.

بالإضافة إلى تسجيل تلك المحاضرات والكلمات ونشرها عبر وسائل النشر الحديثة، وإهداء الكتب والكتيبات والمطبوعات بلغات مختلفة.

القسم النسائي في مكتب تعاوني المبرز ( بشرى) .

وعند الحديث عن جهود المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمبرز لا يمكن إغفال الجهود الجبارة التي يقوم بها القسم النسائي في المكتب، فهذا القسم من أنشط أقسام المكتب، ويبذل جهوداً كبيراً في سبيل الرقي بأعمال المكتب الدعوية.

ثالثاً: مشاريع المكتب التعاوني بالمبرز (بشرى) :

يقوم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمبرز ( بشرى ) بتنفيذ عدة مشاريع وأنشطة هي على النحو التالي:

من أنشطة المكتب التعاوني بالمبرز :

الدعوة إلى الإسلام.

تصحيح العقيدة.

المحاضرات والدروس.

الدورات العلمية.

الملتقيات الشبابية.

تعليم المسلم الجديد.

الجولات الدعوية.

المشاريع :

وقف الوالدين.

برامج العمرة.

توزيع المصاحف المترجمة.

طباعة الكتب.

كفالة داعية.

إفطار الصائمين في رمضان.

رابعاً: الدور المطلوب من رجال الأعمال :

المال نعمة من الله – سبحانه وتعالى – تستوجب الشكر عليها، ومن مظاهر الشكر على هذه النعمة أن يُنفق فيه أوجه الخير، ولا شك أن الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى – التي هي مسؤولية الجميع كما قلنا في بداية المقال وإذا كان لكل منا دور ينبغي أن يمارسه لأداء هذا الواجب الشرعي فإن على رجل الأعمال مسؤولية نحو الدعم بمختلف الأوجه لأعمال المكاتب الدعوية، وحيث أنني أعرف من خلال الممارسة العملية مدى ما تحتاجه المكاتب الدعوية لتنفيذ مشاريعها وأنشطتها فإنني أدعو من خلال هذا المقال لرجال الأعمال الفضلاء، وهم أهل خير وسبق للأجر و طلب الثواب أن يدعموا المكتب من خلال الآتي :

زيارة المكتب للاطلاع على الجهود التي يبذلها القائمون عليه، ودعهم وتشجيعهم على ذلك.

زيادة موقع الإلكتروني للمكتب ( بشرى ) للتصفح واطلاع المشاريع والأنشطة القائمة والتي بحاجة إلى الدعم من رجال الأعمال ومن أهل الخير.

دعم المكتب من الناحية المادية حيث الحاجة ماسة لمشاركة رجال الأعمال في تنفيذ برامج المكتب وأنشطته.

خامساً : التذكير بفضل الإنفاق على الدعوة :

وأخيراً وليس آخر أذكر الجميع عموماً، ورجال الأعمال – خصوصاً- قول الله – تبارك وتعالى – : (( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) } آل عمران: 92{ ففي الآية حثٌ من الله – سبحانه وتعالى – على الإنفاق في طريق الخير المختلفة.

فهل من رجل أعمال يقتدي بأبي طلحة – رضي الله عنه – في مسارعته للإنفاق حين سمع هذه الآية ففي الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بير حاء وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي – صلى اللّه عليه وسلم – يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّب. قال أنَس: فلما نزلت: ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ” قال أبو طلحة: ( يا رسول اللّه إن اللّه يقول: : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) وإن أحب أموالي إليّ بير حاء، وإنها صدقة للّه أرجو بها برها وذخرها عند اللّه تعالى، فضعها يا رسول اللّه حيث أراك اللّه، فقال النبي – صلى اللّه عليه وسلم – : ” بخ بخ، ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين” ، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول اللّه. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ” .

فهل هناك من يكون مثل هذا الصحابي في مسارعته لفعل الخير، ويبادر على دعم تلك المشاريع ويُساهم في تنفيذها رغبة بما عند الله – سبحانه وتعالى – ويحتفظ أجرها وثوابها في رصيده الأخروي.

أسأل الله التوفيق للقائمين على مكتب الدعوة، وللمساهمين معهم في تنفيذ البرامج، والداعمين لأنشطته، وأثابهم جميعاً، إني سميع قريب.

22