سجود الرمز.. شهية الملكي

محمد الجارالله● احتفل دوري جميل بالعريس الوفي، وعاد الدوري إلى عشقه الكبير ذلك هو النادي الأهلي الذي دأب على ملامسة منصات التتويج والوقوف عليها، صحيح أنه غاب طويلًا وللغياب أسباب لخصها – خالد الأهلي – أنها مرات بفعل فاعل وتارة من اخطأ حدثت في الملكي، والخطأ وارد مادام هناك عمل وجهد وعرق، اختار الأهلي مدرب يعرف كيف يجعل لاعبيه يحرثون ارض العشب الأخضر، واستقطب الملكي لاعبين محليين سدوا الثغرات التي كان يتسرب منها تحقيق الدوري، وتعاقد مع لاعبين أجانب لمساندة اللاعبين المحليين فأتى الدوري مهرولًا إلى حيث عشقه وغرامه.
● يحسب لمجانين ومجنونات سفير الوطن أنهم تحملوا كل شيء طقطقة ومزاح ثقيل، وكانوا يقابلون السخرية بمزيد من الالتفاف خلف الكيان وابتسامتهم تخجل من يحاول التهكم عليهم، وهم يتألمون في داخلهم وكبريائهم كان هو السلاح الذي يواجهون فيه جمهور آخر تعود على زفة المسيار، فرغم عدم تحقيق فريقهم للدوري قبل خمسة وسبعة سنين وهذا أحد أهم أسباب رفعهم لشعارات فرق أخرى يسلوم أنفسهم فيها ويخففون من خجل بعد فرقهم عن حلم الدوري، ومن هزيمة قلعة الكؤوس.
● يميز النادي الأهلي عن الفرق الأخرى أن خلفه رجل ضحى بالكثير من أجل سمعة الكيان والمحافظة على مكتسباته، ذلك هو الأمير خالد بن عبدالله هذا الرجل الهادىء الرزين، قابلته أول مرة في حياتي بعد تحقيق الملكي لكأس الملك بعد أن أذاق الجار رباعية شهيرة ابطالها إبراهيم مريكي – رحمه الله – وطارق ذياب مهندس الوسط وطارق كيال متعه الله بالصحة والعافية، ذهبت ومجموعة من الأصدقاء حيث الأهلي يحتضن كأس الملك وكان معهم في المعسكر الامير محمد العبدالله – رحمه الله – والأمير العريس خالد بن عبدالله وتبادلنا التهاني معهما ومع اللاعبين وأهداني أحمد الصغير – رحمه الله – فانيلته، وكنت على علاقة صداقة مع الظهير الأيمن في ذلك الزمن اللاعب الخلوق فهد عيد وتجاذبنا الحديث مع كل اللاعبين، لفت انتباهي هدوء الأمير خالد وتعامله وخلقه واحترامه للجميع، بسيط في كل شيء يمازح هذا ويتبادل النكت مع الآخر، متواضع كثيرًا ولا تكاد تعرف أن الذي تجلس معه امير وابن امير وملك وحفيد ملك.
● ينظر الجمهور الملكي إلى الأستاذ مساعد الزويهري رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي
بأنه فأل خير على ناديهم العريق، ففي أول موسم تمكن من تحقيق الدوري الذي غُيّب طويلًا عن ناديهم، بعد أن ضمنه بهزيمته للهلال بثلاثية أشعلت الفرح في المدرج الملكي الذي هز أركان الجوهرة بالأهازيج الجميلة، وصدق من قال أن لهذا الجمهور جمهور، ولعشاق سفير الوطن الحق في تفاؤهلهم بأبو هليل وأعضاء مجلس إدارته، لكن لم يتحقق الدوري بالفأل وحده فهناك رجال وقفوا ومازالوا خلف الملكي، ولا يمكن أن ينسب ذلك الجهد إلى شخص واحد، فتكاتف الجميع هو من ساهم في هذا المنجز الكبير، ولعل الغياب عن الدوري أسباب أهمها تخص البيت الأهلاوي وتفرقه، وعوامل أخرى كان لها دور لا يمكن تجاهله، وتحقق الدوري حينما وقف الرجال خلف كيانهم وعملوا واجتهدوا وماخاب من اجتهد.
● أجزم بأن المدرب جروس من المدربين المحظوظين في دوري جميل، فهو يدرب ناديًا كبيرًا عريقًا، تديره مجموعة شابة تحت قيادة الخبير الكبير خالد بن عبدالله، ولاعبين عنوانهم قبل المهارة والامتاع الكروي الالتزام والانضباط، ويقف خلفهم جمهور لا يستكين ويهز أركان المدرجات، ويزرعون الرعب في نفوس الفرق، ويتفق الكثير أن جروس مختلف في حنكته وفكره ورؤيته التكتيكية عن المدربين الآخرين، وطوال شوطي المباراة عنوانه الهدوء والتفكير العميق، إذا مالمح ثغرة سدها أو استغلها، ولا يوجد إنسان دون اخطاء، ومايميز جروس أنه يتلافى الخطأ سريعًا، وفي الكثير من المباريات قلب نتيجتها لصالح فريقه.
● ماذا بقي؟
● بقي القول:
مبارك لأمة الملكي التأهل لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين والعقبى لتحقيق الفوز بالكأس، كان نجوم الملكي على الموعد والحقوا الهزيمة الثالثة في فريق الهلال، والثالثة ثابتة تثبت أن الأهلي بحظور العدالة لن يقف أحد في وجهه، أبدع اللاعبون وسطروا ملحمة كروية كبيرة على أرض الملعب، وبروحهم القتالية تمكنوا من قلب نتيجة المباراة للمرة الثانية على الهلال، يعجز القلم عن الحديث عن سفير الوطن ولاعبيه وادارته وجمهوره وخلفهم الرمز خالد بن عبدالله الذي وقف مع الأهلي ولم يدب اليأس في نفسه طوال السنين الماضية، وسجدة الشكر استمد منها اللاعبين روح القتالية وفتحت شهيتهم لتحقيق البطولات القادمة إن شاء الله.
ترنيمتي:
السحاب أخذ من الاهلي البياض
والشجر سرق الخضار من الملوك

بأرض جدة ثلاثية ومثلها بالرياض
جبنا دوري والكاس دربه بليا شوك

10