تحديد مستوى الجياد عدل أم إجحاف ؟

image1يُبدي فرسان قفز الحواجز -الحريصون على خوض المنافسات المحليّة – استيائهم تجاه إلزامهم بتحديد مستويات جيادهم بداية الموسم الفروسي بحيث يكون هذا المستوى مُلازماً للجياد طوال الموسم .
ولو وضعنا أنفسنا مكان الفارس من جهة فإنّ مثل هذا القرار هو حقٌ مشروع للاتحاد و لا يُمكن لأحد أن يعيب اتخاذه كونه قراراً سليماً تماماً ، و التذمّر هُنا ليس من القرار بحد ذاته بل من ظروف المنافسة التي يأتي هذا القرار عائقاً إضافياً أمامها ، فإنّ مستوى الجياد في المملكة و متوسّط امتلاك الفرسان للجياد يستحق التأمّل ، بل وإعادة النظر حتى ، فالواقع يقول بأنّ الغالبية العظمى من الفرسان هم فريقان الأول لا يملك أكثر من جوادٍ واحد ، والثاني يُنافس بجيادٍ لا تعود ملكيّتها له ، فيما يملك القلّةَ منهم أكثر من جواد .
ولمّا كان مستوى الجياد تفاعُليّاً – ينخفض بإصابة أو يرتفع بتحسُّن يُتيحُ لها المشاركة في مستويات أعلى – و نظراً لمحدودية الخيارات المتاحة أمام الفارس من الجياد فإنّه ينتظِر من الاتحاد السعودي للفروسية إعادة النظر في هذا الأمر بحيث يكون للفارس حريّة تحديد المستوى المناسب لجواده في كل بطولة كما كان عليه النظام في الموسم الماضي .
وفي المشهد المقابل نجد أنّ الاتحاد السعودي للفروسية يُتيح للفرسان رفع مستوى جيادهم إلى مُستوى أعلى منه وبذلك تكون نصف المشكلة محلولة ، أمّا فيما يتعلق بانخفض مستوى الجياد فلعلّ جزءً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق الفرسان أنفسهم إذ تلعب غالباً خطتهم للموسم دوراً عكسياً على سلامة جيادهم وخاصةً إذا اعتمدت على اسلوب “حرق الجياد ” والذي يبتعد فيه الفارس عن التدرج في المستويات المختلفة مما يكلّف الجواد فوق طاقته، فيأتي تحديد المستوى ليضبط هذه الظاهرة من جهة ، و يعمل على ضمان تكافؤ الفرص بين الجياد المتنافسة من جهة أُخرى ، كما و أنه هناك حالاتٌ معينة يُسمح فيها للفرسان بتسجيل جيادهم على المستوى الأدنى ، منها تقرير الطبيب البيطري ، و عدم مشاركة الجواد لعدد من البطولات مما ينفي عن القرار تلك الصبغة التعسّفية التي تبدو عليه للوهلة الأولى .
و لعلّ الواقف على وجهتي النظر يلتمس في كلتيهما الحق ، فالفرسان معذورين وفق ما يمرون به من أزمة نقص الجياد ، و الاتحاد أيضاً لديه أسبابه المُقنعة في اتخاذ قراره ، و لعلّنا هُنا نطرح وجهتي النظر بحيادية تامة آملين أن يتم التوصل في نهاية المطاف إلى مخرجٍ يُقارب بين وجهتي النظر في الوقت الذي نلتمس فيه من اتحادنا المرونة ذاتها التي عهدناها عنه لا سيّما أنّنا نثق تماماً بأنّ مصلحة الفارس هي الأولوية العُظمى لدى المسؤولين في هذه المؤسسة العريقة ، و نعي تماماً أنّ أي قرارٍ يتم اتخاذه يهدف لتقويم
العمود الفقري للمنافسة العادلة و إن كانت خاضعة لقانون المساواة .

21