“لا تؤجر عقلك”

خالد الشنيفإن هدف الإعلام الأساسي هو نقل الحدث ونشر المعلومة, ولكن هل تعتقد أن نقل الحدث يتم كما هو في الواقع دون أن تُقلب الصورة؟ كم اشفق عليك إن كانت اجابتك بنعم.
اعلم عزيزي القارئ أنه لا يوجد في هذا العالم الذي نعيشه اعلام بلا أجندة سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي ومن اخترع كلمة “حياد” هو بالأصل يريد أن يستأجر عقلك لكي يوصل لك ما يريده أن يصل، ولكن هذا لاينفي وجود من يتبنّى الموضوعية في طرح القضايا وكيفية معالجتها.
عندما تأهل النصر إلى بطولة كأس العالم كأكبر حدث عالمي على مستوى أندية كرة القدم, استعد رئيس النصر الذهبي الأمير فيصل بن عبدالرحمن للدخول في غمار هذه البطولة الكبرى باحترافيةٍ عالية حيث استقطب عدة لاعبين من شتى البقاع، لن أنسى تلك الجهات الاعلامية بعقول كتّابها ومراسليها التي ضامها رؤية النصر بهذه القوة كيف كالت الهجوم على رئيسه بحجة أنه لم يتكئ على اللاعبين الشبّان في النادي فاطلقوا اسم (فريق الطيور المهاجرة) على فريقه. الأمر ينطبق على الهلال فحين كانت السيطرة الهلالية على البطولات المحلية كانت هناك جهات وعقول اعلامية تكيل النقد والهجوم على مسيّريه لأنهم يرون أن البطولات المحلية ليست ذات أهمية رغم أن فريقهم لم يكن يستطيع الظفر بنصف تلك البطولات المحلية فكانوا يسمونه ( الفريق المحلي) تحقيراً وتصغيراً. وكيف كانوا يهاجمون باني النهضة الإتحادية (منصور البلوي) لأنه انتدب لفريقه عدة أسماء لامعة في كلِ مركزٍ داخل المعشّب الأخضر فقالوا أنه (يكدّس اللاعبين) وهو أثّر سلباً على المنتخب الوطني، ولكن البلوي لمّا ابتعد، وابتعد بعده اللاعبون لازال منتخبنا مخجلاً.
القائمة تطول بتلك (الصور) المميزة لكثير من فرقنا ولكن تلك الجهة أو ذلك الاعلامي يريد أن يستأجر عقلك فيزرع فيه الصورةَ التي يريدك أن تراها, “الصورةَ مقلوبة” فلا تؤجر عقلك له.

16