هل يتوجه حسين عبد الغني لمحرقة التدريب..؟

بسام جميدةسؤال مهم يتعلق بمسيرة نجم نادي النصر حسين عبد الغني إلى أين سيتجه بعد اعتزاله اللعب..؟ ربما يرى البعض أنه من المبكر طرح هذا السؤال على نجم لايزال في عز عطائه وهو يسير صعودا نحو العقد الرابع من العمر بخطى واثقة، ويمتاز بشخصية قيادية وخبرات متراكمة، وثقة مستحقة بين زملائه وفي الوسط الرياضي بشكل عام، فالبعض يرى أن مهنة التدريب تليق به من منطق الأشياء التي يتسلح بها وتحدثنا عنها آنفا، ويبدو مؤهلا بشكل كبير جدا ليكمل مسيرة زملاءه الذين توجهوا عن سابق عزم وتصميم إلى (محرقة التدريب) كما أحب أن أسميها.

وربما من باب المصادفة وأنا أكتب الزاوية أن يتأهل فريقا الهلال والاتحاد إلى دور الـ16 من دوري أبطال آسيا ويقودهما مدربان محليان بامتياز هما: سامي الجابر وخالد القروني، وكذلك اعتماد الحزم على المدرب علي الكميخ الذي عاد للتو من تجربة احترافية خارجية، ومغادرة مواطنه صالح المطلق إلى قطر لتدريب فريق السيلية هناك، ولكل واحد منهم تجربة تستحق الحديث عنها.

وهؤلاء لم يكونوا لوحدهم في ساحة التدريب السعودية فهناك من مهد لهم الطريق ومنهم خليل الزياني الذي قاد (الأخضر) للتأهل لأولمبياد لوس انجلوس في العام 1984، والفوز بكأس آسيا في العام نفسه، والمدرب محمد الخراشي الذي قاد المنتخب للوصول لنهائيات كأس العالم في أمريكا حيث قاد (الأخضر) في آخر مبارياته في التصفيات الآسيوية التي جرت في العام 1993 أمام المنتخب الإيراني، قبل أن يعود بعد عام لتحقيق بطولة الخليج، وانضم لهما بعد ذلك المدرب ناصر الجوهر الذي قاد الكرة السعودية للفوز بكأس الخليج للمرة الثانية في العام 2002، كما قادها للتأهل لكأس العالم للمرة الثالثة في مونديال كوريا واليابان.

فيما يعتبر القروني واحد من بين أربعة مدربين سعوديين فقط استطاعوا تحقيق بطولة دوري الدرجة الممتازة مع الفرق التي أشرفوا على تدريبها، وذلك حينما قاد الاتحاد للقب موسم 2002-2003، ليكون بذلك إلى جانب المدربين خليل الزياني الذي حقق اللقب مع الاتفاق مرتين، ويوسف خميس الذي فاز باللقب مع النصر، وعبداللطيف الحسيني الذي ناله مع الشباب.

ولابد من ذكر أول أربعة مدربين سعوديين حصلوا على شهادة مدربين محترفين A الآسيوية وهم: سمير هلال وعمر باخشوين نايف العنزي وصالح المطلق…

ولست هنا بصدد تعداد انجازات المدرب المحلي، وهي كثيرة، ولا تعداد أسماءهم وهم كثر أيضا، بل أشدد على ضرورة تشجيع المدرب الوطني ليأخذ دوره كاملا في بناء اللعبة حيث يوجد في السعودية أكثر من 60 مدربًا في مختلف الدرجات، المطلوب تأهيلهم على أحسن وجه وبأعلى الشهادات التدريبية ، وأن يجتهدوا هم أيضا لتطوير أدواتهم التدريبية بشكل جيد، ليأخذوا دورهم في بناء الكرة السعودية على أساس أن ينالوا حقوقهم المالية والاعتبارية والامتيازات، ولا أقول كما ينالها الأجنبي كاملة بل نصفها.

لذلك انتظر من حسين عبد الغني أن يقود النصر من جديد من مقاعد التدريب ليحقق معه انجازات جديدة هو أهل لها، ويسعد جماهيره ومحبيه من جديد.

بسام جميدة

إعلامي رياضي سوري

10