الاثارة الإعلامية في الباطن “شخصية”

خالد العبيوييعتمد العمل الإعلامي والصحفي بالدرجة الأولي على إثارة انتباه المتابع أما عن طريق الصورة أو الخبر الغريب أو صنع العناوين الغريبة التي تجذب انتباه القارئ للخبر أو الصحيفة أو لموقع الإخباري “وأخص المجال الرياضي” ، وهو ناجح إلى حد بعيد وبخاصة مع قراء العصر الحالي الذين لا يطيقون الموضوعات الطويلة ولا يفضلون قراءة المقال إلى آخره بل يختطفون منه بعض الفقرات لأنهم دائماً في عجلة من أمرهم.
ولكن هذا السلاح وهو سلاح الإثارة خطير في جانب آخر فقد يثير “فتنة” لا يعلم مداها إلا الله تعالى بسبب عنوان أو خبر أوتعليق مثير لم يدرك واضعه ما قد يصل إليه من خطورة.
وهنا لا بد أن نفرق بين (فن الإثارة الإعلامية) وبين الفتنة الخطيرة التي قد تشتعل بسبب خبر  أو كلمة في غير موضعها أو نقل كلام على غير وجهه الصحيح.

إن الإعلامي المسؤول ينبغي له أن يزن الكلمات قبل أن ينشرها وأن يعلم إلى أي مدى يمكن أن تبلغ كلماته وما مدى تأثيرها على القراء وعلى المجتمع المحيط به وكيف يمكن تلافي مواصلة الخطر في هذه الكلمات وهذه هي مسؤوليته وهذا هو قدره ومكانه الخطير كـ سلطة من السلطات التي يقوم عليها المجتمع المعاصر.
ومن أعظم ما ينبغي على الإعلامي المسؤول في هذا المجال أن يفرق في نقدة بين نقد العمل أو الوظيفة أوالمهنة وبين نقد الشخص القائم بهذا العمل أو بهذه الوظيفة أو المهنة فهذا يساهم كثيراً في في تخفيف حدة التوتر التي يسببها النقد الموضوعي.
إن كل منا معرض للنقد وبخاصة من يعمل في المجال الإعلامي وما يتعلق به ، وعليه أن يتحمل مايأتيه طالما كان نقداً موضوعياً بناءً يهدف إلى الإصلاح ويترك الأمور الشخصية جانباً ولا يتعرض للشخص المنقود بقدر ما يتعرض لعمله الذي يقوم به فهذا النقد هو الذي نسعى إليه ونحرص ونرجو أن يرتقي عملنا إليه.
ألى كل إعلامي وكاتب تذكر أنك مسؤول عما تكتب وابتغ بما تكتب وجه الله تعالى لتنال الأجر فيه.

10