التركي يكتب عن أنديتنا والإفلاس!

– تطرقت في مقالات عديدة عن أهمية الاحــــــــــتـــــراف الإداري الحقيــــــقي برياضــتنا وكونه الأساس الذي تبنى عليه جميع مقومات الرياضة ويساهم في رفعة شأنها.

– يستغرب الكثير ويتساءل عن أسباب تراجع مستوى الرياضة في جميع مناحيها، وشخصيا أرى في زمن الهواية لا يمكن إلقاء اللوم على منتسبي الأندية بالكامل ولكن تتحمله المؤسسة الرياضية في المقام الأول.

– فعندما لا تجد المتخصص والموظف المفرغ كليا للعمل الرياضي، فلا يمكن تحميل كل شخص مسؤولية العمل المناط به ولا مراقبة سير العمل والخطط المرصودة. فالرياضة لدينا هواية والبعض مازال يعتبرها مضيعة للوقت.

– وقد يكون هذا الأمر مناسبا والتفكير بمثل منطق «هاوي» مقبول في زمن مضى ولكن مع تطور جميع الدول المجاورة والتغيير الجذري في طريقة التفكير حيال «الرياضة» كصناعة قائمة بذاتها، كان لزاما مواكبة العصر وبسرعة كبيرة لمقارعة من تفوق علينا وبمراحل حاليا بعد أن كان لا يذكر في خارطة المنافسة مع مملكتنا الحبيبة.

– فالعمل بالأندية «في الغالب» عشوائيا في المقام الأول ويخضع لسياسة اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب وبدون أدنى تخطيط إداري ومالي معتمدا على قائمة تدفقات نقدية أو احترافية تعطي كل ذي حق حقه، وكل ناد وحظه في الإدارة المناط العمل بها. والأمر المزعج هو دور المؤسسة الرياضية والمغيب والتدخل يكون بعد حدوث ما لا يحمد عقباه.

– جميع تلك الأمور ساهمت وبقوة في فشل الاستقرار الإداري وهو ما ساهم بطريقة غير مباشرة في تردد كبير للرعاة والراغبين في الاستثمار الرياضي، إضافة إلى البطء في اتخاذ القرارات المستقبلية لرياضتنا بصفة عامة.

– وبالنظر سريعا لمواقف الأندية ماليا تجد كل الأندية مدانة وموقفها المالي مؤسف، فهي تقع بين مطرقة قلة المداخيل وسندان عقود اللاعبين الخيالية، بل في حالات كثيرة غرق تام نتاج أخطاء إدارية إضافية كبلت النادي بديون إضافية.

– والعودة للأمجاد السابقة لرياضتنا يتطلب الإسراع في تخصيص الأندية والانتهاء من الإجراءات الكفيلة بإرساء صناعة الرياضة لدينا والعمل الحازم على إنهاء زمن الهواية وغير المتخصصين.

ما قل ودل:

الرياضة «الآن» صناعة قبل أن تكون هواية!

مقالة للكاتب فراس التركي عن جريدة عكاظ

9