قدم النصر والهلال مساء الجمعة أفضل مباراة هذا الموسم من حيث الإثارة والحماس بالإضافة إلى عدد الأهداف..
كانت مباراة رائعة، بل مجنونة لم يكن ينقصها سوى مستوى عالٍ من الإخراج التلفزيوني يواكب جمالها، وتألق معلقها.
شهدت المواجهة سبعة أهداف، وكان يمكن أن تشهد ضعف هذا العدد استناداً على ما لاح من فرص!!
أجواء المباراة فرضت أن يتمرد اللاعبون على الانضباط التكتيكي فتجلى الجانب الإبداعي لدى أكثر من لاعب، ولعله من النادر أن يكون الوقت الفعلي للعب مباراة محلية على نحو ما رأينا بهذه المواجهة، مما زادها من جمالها..
قدم الهلال أفضل مبارياته هذا الموسم وسجل لاعبوه أربعة أهداف، فيما قدم النصر أسوأ مبارياته، ومع ذلك استطاع أن يخطف ثلاثة أهداف وكان قريباً من التعادل؛ بل الفوز!!
أعان الهلال على تحقيق هذه النتيجة أن وُفِقَ الجابر في اختيار “التشكيلة” الأنسب التي كان يُفترض أن يعتمد عليها منذ بداية الموسم..
أيضاً حرص الهلاليين عموماً على كبرياء “الزعيم” جعل الجميع يتكاتفون في سبيل ألا يكون الهلال آخر محطة يمر بها “العالمي” قبل الوصول للقب الأغلى؛ وقد نجحوا في ذلك..
على الجانب النصراوي فالخسارة لا تصادر روعة العمل المُقدّم منذ الموسم الماضي ولا تلغي مثالية الأجواء التي صنعتها الإدارة ولن تقلل من الجهد الذي يبذله اللاعبون غير أنها تشير إلى أخطاء يجب إصلاحها؛ منها حالة الاطمئنان والأجواء الاحتفالية التي سبقت المباراة والتي أشرت إليها في مقالي الأخير “أهمية أخرى للديربي”؛ وكان آخرها تيفو الـ90 دقيقة؛ ثم هناك بعض الملاحظات على كارينيو وسوء الإعداد، وعلامات استفهام أمام بعض النجوم!!
المهم الآن أن يثبت اللاعبون بالمباريات القادمة أن ما حدث ليس إلا سوء طالع، ويوما لم يكن للنصر..
يفترض أن يحافظوا على توازنهم، وأن يعوا أن هناك من سيسعى لاستغلال النتيجة للتأثير على الفريق وقتل ثقافة الفوز وهز ثقة اللاعبين بأنفسهم، ومن حُسن حظهم أن أمامهم متسعا من الوقت لترتيب الأوراق وإعادة الحسابات قبل العودة للمنافسة..
غداً نتحدث بشيء من التفصيل عن الجوانب الفنية التي ساهمت في فوز الهلال وتسببت بخسارة النصر.

مقالة للكاتب فهد الهريفي في جريدة النادي