الغانم يقول: من لها غيرك يا نصر

أصبح على بعد خطوات قليلة ليعيد بطولة الدوري إلى حضن معشوقها «النصر العالمي»، لكنها خطوات صعبة وتحتاج الى التركيز وإكمال ما كان عليه نجوم دوري جميل طوال الخطوات السابقة في مشوارهم نحو كأس الذهب من إبداع وإصرار وعزيمة استطاعوا من خلالها التفوق على جميع أندية جميل.
فالمباريات الأربع المتبقية تعد من مباريات كسر العظم فكل فريق يأمل بتحقيق ما عجز عنه الآخرون لإيقاف انتصارات «فارس نجد» وإن اتفقوا في ذلك، لكنهم يختلفون في طموحاتهم، ويقف أمام هذه الطموحات فريق يملك هيبة البطل والقدرة على تحقيق انجاز يصعب كسره بالوصول للنقطة (72) لسنوات قادمة، إضافة لعدد آخر من الأرقام القياسية التي يسعى لاعبو النصر لتحطيمها وكسرها وأن تقرن بأسمائهم.
ويقف خلفهم جمهور يسابقهم في الإبداع برسم لوحاته البشرية المتقنة المبتكرة، فالجميع يتشوق لمشاهدة مباريات النصر للاستمتاع بروائع المدرج النصراوي وباللوحات البشرية التي يصممها اعضاء مجلس الجماهيري، وينفذها جماهير وحدتهم عشق الكيان، مما مكنهم من كسر الأرقام القياسية في عدد الحضور.
هذا التميز حدث عندما قام كل بعمله، واهتم به وترك غيره يقوم بمهامه المطلوبة منه تجسيدًا لطلب الأمير فيصل بن تركي؛ حيث قال مخاطبًا الجماهير: «احضروا واستمتعوا وأمتعوا واتركوا الأمور الإدارية والمالية لنا وستجدون ما يسركم».
لتتفرغ جماهير الشمس للتشجيع وتنثر إبداعها في المدرجات، ويركز اللاعبون على اللعب داخل المستطيل الأخضر لتنفيذ الخطط المرسومة لهم من الجهاز الفني والإداري، فقد تميزوا بتأدية مهامهم على أكمل وجه فأجادوا، وتولت إدارة النادي حل المشاكل والعقبات المالية والإدارية لتمهيد الطريق وخلق بيئة عمل نموذجية بعد أن تمكنت من صنع هذه التركيبة المميزة، وحرصت على توفير الاستقرار لعناصرها عبر التجديد لنجوم الفريق والسعي للتجديد للمدرب.
باختصار النصر هذا الموسم مبدع في كل شيء، وكل من ينتسب لهذا الكيان الكبير أبدع بطريقته التي يجيدها ليكملوا صورة الفريق الذي طال انتظاره من سنوات.
لكن إن لم يكمل هذا العمل الكبير بالمحافظة على توازن الفريق وعدم الإفراط بالثقة والتفريط بالأداء فيما تبقى من لقاءات للفريق فسيذهب سدى، فالبطولة ما زالت في الملعب ولم تتحقق بعد، والأرقام التي يحلمون بتحقيقها لا تزال أماني وأحلامًا تحتاج لمواصلة المشوار بكل جد وعزيمة إذ لم تبق سوى نقطة من المنافس الوحيد، أو أربع نقاط من غيره.
هي بالمنطق والواقع غير مستحيلة لكنها ليست سهلة، فكرة القدم تخدم من يخدمها وتعطي من يعطيها، وتحترم وتقدر من يحترمها، وقياسًا على ما قدمه النصر هذا الموسم أصبح الأجدر والأحق بالبطولة، لكن مباريات وبطولات كرة القدم لا يحسمها إلا الأهداف والنتائج إلى آخر مباراة في الدوري.

مقالة للكاتب خالد الغانم في جريدة اليوم

17