الفرج يكتب: الدوري نصراوي

بعد الفوز على الاتفاق في الجولة 22 ومحافظته على فارق النقاط التسع مع صاحب المركز الثاني الهلال بات إعلان تحقيق النصر لقب الدوري وضمه لكأس ولي العهد مسألة وقت، أقول هذا متجاهلا ما يثيره بعض النصراويين المحبين محذرين من حدوث مفاجآت مستدلين بحالات سابقة محلية وخارجية، غير أن هذا التخوف برأيي لا وجود له اليوم، فالنصر بات بطلا ينتظر الإعلان الرسمي، لأنه يملك لاعبين محليين هم الأفضل إمكانيات، والأقدر على تطبيق ما يطلب منهم، والأكثر ثقة بتحقيق الانتصارات بقيادة نجوم خبرة يتقدمهم حسين عبدالغني ومحمد نور والحارس العملاق عبدالله العنزي والهداف المتألق محمد السهلاوي، ولأنه يملك جهازا فنيا على كفاءة عالية كشفت مباريات عدة إجادة مدربه كارينيو الاستفادة من الكم الهائل من النجوم، والتعامل مع المباريات بطريقة مثيرة، قد يظهر للمشاهد أن النصر لا يقدم المستوى المأمول في بعض المباريات بسبب تقدمه على منافسيه في أسبقية التسجيل التي تقود لتراخٍ طبيعي وتراجع معتاد للحفاظ على النتائج، لكنه يخرج فائزا بالنقاط الثلاث، وفي الوقت ذاته ظهرت شراسة (العالمي) عندما يشعر اللاعبون بالخطر وتتلقى شباكهم هدفا كما حدث في لقاءات عدة أمام الشباب والأهلي والعروبة والفتح وكذلك مع الخليج والهلال في الكأس وهو ما أشعر المشجع النصراوي بأن فريقه يملك هجوما قويا قادرا على العودة مهما كان المقابل.

سيحسم النصراويون اللقب لأنهم يملكون إدارة واعية ورئيسا قريب من اللاعبين وفر لهم كل ما يريدون، جدد مع النجوم الذين يحتاجهم الفريق بأسعار معقولة، ومستحقاتهم لا تتأخر، والمرتبات الشهرية تصرف بانتظام، وشكل الأمير فيصل بن تركي مع كارينيو ثنائيا متناغما صنع فريقا لا يهزم.

ويبقى الدور الجماهيري العامل الأهم في شحذ همم اللاعبين ومؤازرتهم بصورة رائعة كانت محل إعجاب كل المتابعين، ولن تقبل هذه الجماهير بحدوث تلك المفاجآت التي تتردد اليوم، عودة النصر في مباريات سابقة وقدرته على قلب التأخر إلى فوز لابد أن ل «جماهير الشمس» دور كبير في حدوثها، وكم ثارني التصفيق الجماهيري الحار لحسين عبدالغني بعد تسببه في خطأ نتج عنه هدف تعادل للتعاون في الدور الأول، وكيف كان ذلك مساعدا للقائد الكبير وكل زملائه في الرفع من روحهم المعنوية، وبذل جهود مضاعفة لإرضاء هذه الجماهير التي تستحق الفرح فكانت النقاط الثلاث من نصيب «الأصفر».

إننا أمام حالة خاصة لفريق يحطم أرقاما قياسية بعدم تلقيه خسارة منذ أكثر من عام، وفي طريق تسجيل عدد نقطي غير مسبوق في الدوري، والتفوق هجوما ودفاعا، وهو مرشح أول لحصد بطولة كأس الملك التي يبدأ مشواره فيها بالحزم اليوم وضمها للدوري وكأس ولي العهد ولتكون عودة النصر هذا الموسم ثلاثية الأبعاد، ليست عودة للبطولات فحسب، بل سيطرة مطلقة على كل البطولات السعودية.

مقالة للكاتب عبدالله الفرج عن جريدة الرياض

10