الدويش يكتب: للحقد بقية ياماجد!

القضاء قد يقول كلمته بين الزميل بتال القوس والكابتن سامي الجابر … قبل هذا، في الإعلام كلٍ قال كلمته وفق مايهواه … العنصرية في دمنا إن لم نمارسها فإننا نحوم حولها بالتأويل أو التبرير ثم فجأة وحين تمسنا أوتمس محيطنا نتحوّل الى وعّاظ وحقوقيين … من يقولون اليوم : إن الإشارة الى الأصل اليمني عنصرية هم الذين قالوا أمس : إن الإشارة الى الأصل النيجيري أو السوداني ليست عنصرية … هنا لابد أن أُقدّم إعتذاري لكل من ينتمي الى الشعب اليمني والنيجيري والسوداني ولكنني في نفس الوقت لن أدفن رأسي في الرمال فأنفي أننا كسعوديين عندما نشير الى الأصل اليمني أو النيجيري أو السوداني فإننا نفعل ذلك بفوقية … هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة … نحن ننظر بفوقية لمعظم الشعوب عربية وغير عربية … من ينكر ذلك إنما يكذب على نفسه قبل غيره … هذا ليس موضوعي ولكن الدخول إليه من خلاله ضروري للقطع بأن العنصرية مقصودة مهما حاول المنّظرون الخروج بها عن نيتها … نعم قد لا ينظر القانون إلى مجرد القول : أن هذا من أصول يمينية أو سودانية على أنه عنصرية ولكن القضاء يهتم بالقصد والسياق ، موضوعي حشر ماجد عبدالله بين القوس والجابر … لن أعود الى ماجد اللاعب الخلوق الذي وإن أغضب المنافسين وجمهورهم بأهدافه إلاأنه لم يقصد إستفزازهم أبداً بل لا أتذكر أنه إتجه ولو بالخطأ لمدرج الفريق المقابل … كان بعد كل هدف يسجله يرفع يده منطلقاً بمحاذاة خط التماس الى منتصف الملعب …أكتب عن ماجد الإنسان الذي ومنذ إعتزل كرة القدم وهو في حاله لايكاد أحد يسمع له صوتاً إلا حين تستضيفه القنوات التلفزيونية كمحلل فني فتُغضب أراؤه أحيانا من ينتقدهم وجمهورهم وهو في هذا قد أغضب النصراويين أكثر من الهلاليين بل إنه كان وإلى وقت قريب مع يوسف خميس وفهد الهريفي وصالح المطلق ومحيسن الجمعان من المحسوبين ضد الرئيس … ( هذا الآدمي اللي مثل مانقول : إن ماجاء منه خير ماجاء منه شر ) … الذي لايقرأ مايكتبونه عنه ولايسمعه بل أنه لايعرف أسماءهم ولا أين يكتبون … هذا الذي لم يرد على أحد ولم يرفع شكوى ضد أحد … هذا الذي عندما طلبت منه ( بنت كاتب نفدت كلماته وجفّ حبره وهو يشتمه ) بعد وفاته أن يُحلله ويبيحه تفاءجت به يقول لها : أول مرة أسمع بإسمه فلم يسبق لي أن قرأت له … أنا مسامحه دنيا وأخرة … هذا الماجد … لماذ يستلون أحقادهم من غمد غلها بين الفينة والآخرى فينهالون على إنسانيته تشويهاً وتشكيكاً ؟… لماذا يحشرونه في معاركهم المدرجاتية و الشوارعية وهو ياغافل لك الله ؟ … ياماجد لك الله !!

في المرمى

— منذ عام 1980 وأنا على علاقة بماجد عبدالله لم أسمعه يوما ما يتعرض لإعلامي بل أنه كان يتحاشى المشاركة بالحديث عن أي إعلامي حتى لو كان عن أحد الذين ناصبوه العداء علناً إما بسبب الميول أو العلاقة الشخصية … كان في الغالب المنصت الصامت !! … كان ياغافل لك الله.

— هؤلاء الذين جعلوا من ماجد عبدالله قضيتهم الأولى وخصصوا زواياهم للنيل منه حتى بعد سنوات من إعتزاله وحتى أثناء فترات إعتزل فيها الوسط الرياضي ماذا عساهم يقولون حين يعلمون أنهم خاضوا معركة من جانب واحد لاخاسر فيها إلا هم لأن من إعتقدوا أنهم كانوا يقتلونه بسمومهم كان ياغافل لك الله ؟

— لم يهتم بالأعلام أبداً … لم يبحث عن إعلامي قط … لم يلهث إطلاقاً خلف براوز أو صورة أو مشهد … لم يتطفل نهائياً على مناسبة رسمية أو يبحث له عن وجود خارج الملعب … ظل في الملعب فلم يغادره إلا حين إعتزل وحتى بعد أن غادره لم يقبل أبداً أن يقتاد منه … كان ياغافل لك الله.

— الحقيقة التي يهربون منها إليها : أنه طيّر النوم من عيونهم صغاراً ثم طيّر العقول من رؤوسهم كباراً … لم يكن ماجد عبدالله يُسدد في مرماهم … كان يسدد بين رؤوسهم ووسائدهم فاذا العقول تطير قبل النوم وإذا بذاكرتهم الظلامية عصية على الزهايمر وهي تستعيد مسلسل : للحقد بقية ياماجد !!

صحيفة الرياضي 15 ربيع الثاني 1435هـ

محمد الدويش ، محامي ومستشار قانوني.

13