الزهراني يكتب: رياضيون.. بلا “أخلاق رياضية”

لمتتبع للشأن الرياضي، ولو من بعيد، يرى عجباً دون أن يعيش رجباً، وأعني هنا، ممارسات عدد كبير من المتعاملين في الشأن الرياضي.

في الفضائيات، كثير من الوجوه والأسماء الرياضية، التي تخرج علينا، ليل نهار، وهي تتكلم بلسان متعصب، أكثر من تعصب لسان أيّ مجتمع رياضي عادي، يجلس في مدرجات ملعب، بيده كوب شاي، وبيده الأخرى، كيس فصفص، وفي عينيه وقلبه وصرخاته، أكياس من التعصب الأرعن، تجاه كل نادٍ غير ناديه، وتجاه كل مشجع غير مشجع ناديه.

في الإذاعات الرياضية المتخصصة، نفس النغمة، تعاد عليك صباح مساء، من مذيعي برامج رياضية، تلوّنت ألسنتهم بألوان الفرق التي، إما يشجعونها، أو يميلون إليها ميلاً خفيّاً من داخلهم، وإمّا من خلال ضيوف برامج إذاعية مهتمة بالشأن الرياضي، ليسوا بعيدين، عن مقدمي البرامج، من حيث التلون، والتعصب، والتحجر.

في “فيس بوك” و”تويتر”، وفي “يوتيوب” الرياضي، تتكرر عليك صباح مساء، نفس النغمة المملة، ونفس التعصب الأجوف، ونفس الأفكار، التي مللت منها في الشاشة وعلى الراديو، من خلال حسابات شخصية، لمشاهير الإعلام الرياضي، فلا تجد في تغريداتهم، ومنشوراتهم، إلا ذلك الكيس المملوء بالتعصب، الذي في صدر ذلك المشجع، الذي ذكرته في أول المقال.

المضحك المحزن، أن بعض هؤلاء في الإعلام الرياضي، المرئي والمسموع، وفي قنوات الإعلام الجديد، يدّعون كلهم الحياديّة ونبذ التعصب، ولو قابلتهم الحيادية في مكان، لكالت لهم الشتائم، التي لم ولن يعرفها التاريخ.

إنهم فعلا: “رياضيون.. بلا أخلاق رياضية”.

مقالة للكاتب عبدالمجيد الزهراني عن جريدة الوطن

9