الحسيني يكتب: دروس النصر

قدم نادي النصر موسما يجعله الأميز بين فرق الدوري، وهذا التميز لم يأت وليد الصدفة، بل نتاج فريق يعد من عدة سنوات، بحيث يقترب كل سنة من البطولات، فالموسم الماضي لعب نهائي كأس ولي العهد وخسره بضربات الترجيح، وقبل الماضي لعب مع الأهلي نهائي كأس الملك، وهذا الموسم حقق كأس ولي العهد، وتربع على صدارة الدوري، وهو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب.

هذا التميز الذي صنعه أبطال العالمي كان للأسباب الآتية:

ــ رئيس النادي الذي تحمل جميع الضغوط، ووقف بكل شجاعة مع كل من يعمل معه، وحمّل نفسه أخطاء كل من أخطأ دون تهرب من المسؤولية بإلقاء اللوم بأن هناك من خذله، دفع بسخاء، استقطب بذكاء عددا من لاعبي الخبرة الذين يعتمد عليهم في مساعدة اللاعبين الشبان مثل محمد نور وحسين عبدالغني وعبده عطيف، وجلب لاعبين مميزين صغار السن مثل يحي الشهري وعوض خميس حتى أصبح النصر بفريقين متكاملين، مع جلب جهاز متميز يرأسه إداريا الخلوق سالم العثمان وفنيا المحارب كارينيو.

ـ مدرب الفريق الذي زرع في لاعبيه الثقة وشخصية البطل، لم يعتمد على عنصر أوعنصرين لصناعة الفارق له داخل الملعب، بل وضع أسلوبا يطبقه الجميع، حتى أنك لا تشعر بغياب أي لاعب للإيقاف أو الإصابة.

لم يأبه كارينيو أن يضع المعلم نور أو الماهر عبده أو الهداف السهلاوي على دكة البدلاء حسب ما تقتضيه المصلحة، بل وضع اللاعبين المحترفين الأجانب في دكة البدلاء لصنع فريق يعتمد على المجموعه لا الأفراد.

ـ اللاعبون وروح المحبة بينهم واستشعارهم أنهم قادرون على العودة لطريق البطولات، فلم نشاهد من يتذمر من تغييره، ولم نشاهد أحداً يلوم الآخر عند وقوع الخطأ، فكوّنوا لحمة خارج الملعب انعكست على داخله.

ـ الجمهور الوفي الذي يقف خلف فريقه بالتشجيع المتواصل المنوع بين أهازيج مشجعة وتيفو ومناظر مذهلة، ومن ثم تداول جملة “متصدر لا تكلمني” المحفزة حتى أصبح اللاعب رقم واحد بالفريق.

إن هذه الأضلاع الأربعة هي من وضعت برواز التميز والبطولة لفارس نجد، فلنستفد من دروس النصر.

مقالة للكاتب عبداللطيف الحسيني عن جريدة الوطن

10