الشريف يكتب: البلوي على المحك

• دفع فريق الاتحاد ثمن المكابرة الشرفية والغطرسة الادارية التي عاشها النادي على مدار الشهور الماضية بفضل الصراع الرئاسي في ذلك الوقت، فبرغم ما آلت إليه الأمور داخل النادي الجداوي من استقرار وسكينة إلا أن حيثيات ذلك الصراع لا يزال يطل برأسه بين الحين والآخر مع كل اخفاق.

• ولعل ظهور الفريق بالصورة الباهتة في كثير من مباريات الدور الثاني وعدم قدرته في تحقيق انتصار في سبع مباريات متتالية لهو تأكيد على ما اشرت اليه وفي نفس الوقت هو مؤشر «سلبي» لخطورة المرحلة التي لم يسبق ان وصل اليها الاتحاد على اقل تقدير بعد اعادة صياغة تاريخه الحديث، وهذا لم يكن يتحقق لولا ذلك الصراع والتعنت الذي مارسته ادارة الجمجوم وغطرستها برفضها لسماع صوت العقل الذي كان يطلب منها تغليب مصلحة النادي على المصالح الشخصية من خلال فتح المجال امام الجميع لتصحيح الاخطاء مما اسهمت في تدهور الاوضاع، ولعل عدم استفادة الفريق من العنصر الاجنبي بالشكل الصحيح وكذلك التسرع في التعاقد مع المدرب ومواطنه من اهم افرازات ذلك الصراع والمكابرة والغطرسة ..

• لا شك ان الحديث عن امور واخطاء ماضية هي نقصان في العقل، كما يقولون، وبالتالي التجاذب الاعلامي والاداري حولها لن يفيد بقدر ما هو مضيعة للوقت، لذا من الواجب ان تكون هناك رؤية او خطة استراتيجية لانقاذ الاتحاد، لا يتوقف تنفيذها على رئيس النادي ابراهيم البلوي ومن معه من اعضاء ادارته «المخلصين»، وانما من كافة الاتحاديين بمختلف الشرائح صغيرهم قبل كبيرهم مشجعهم او رئيسهم لاعبهم او اداريهم وعضو شرفهم او عضو عاملهم، فالكل مطالب بالمساهمة في خطة انقاذ الاتحاد كلا حسب قدرته وموقفه، ولا شك عندما تشتد الازمات ويضيق الخناق حول عنق الاتحاد فان «الانظار» الجماهيرية والاعلامية تتجه نحو منصور البلوي لاعتبارات عدة، منها ان منصور كسب الجولة مع منتقديه ومنها ان البلوي صاحب تجربة ناجحة في الاتحاد ومنها انه ذو قدرة مالية يستطيع عمل الكثير والكثير، واعتقد بان الكرة في ملعب منصور البلوي الآن اكثر من أي وقت مضى حتى بما فيها فترة رئاسته للنادي، فمنصور البلوي على المحك وسط مراقبة ومتابعة من الجميع فهناك من يراقب كمحب للاتحاد ويتمنى ان ينجح البلوي، وهناك من هو كاره ويتمنى ان يشمت فيه ويرد اعتبار انصاره الذين اكتسحهم البلوي في معركة استرداد الاتحاد ..

• فالمهمة ليست محصورة على ابراهيم البلوي والذي اظهر حسن النوايا خلال الايام الماضية وانما المهمة مهمة الجميع، وهذا ليس دفاعا عن البلوي الصغير وانما المنطق يقول ذلك، سواء البلوي او الكعكي لو كان رئيسا لن يستطيع ان يعمل على تصحيح الاخطاء بين عشية وضحاها، فالبلوي لا يملك عصا سحرية لتغيير كل تلك الاخطاء التي ورثها من ادارة الجمجوم، فهو لا يستطيع ان يبعد اللاعبين المتخاذلين، لان الجمجوم لم يجعل له بدلاء ولا يستطيع ان يحاسب مدربا على اعتبار انه جديد على الفريق ويحتاج وقتا للتعرف على لاعبيه، وهذا ما لا يتحمله الفريق في المرحلة المقبلة في ظل الظروف الحالية، وبالتالي لا يوجد خيار الا الصبر والعمل على الخيارات الموجودة لتدارك هيبة الاتحاد وتاريخه.

مقالة للكاتب حسين الشريف عن جريدة عكاظ

9