الدبيخي: الحكم السعودي جبان

ما الذي يحدث من أسياد الملاعب (الحكام) هذا الموسم؟ فأخطاؤهم (المؤثرة) مستمرة دون توقف لم نشهدها من قبل، فهل يريدون إسقاط لجنة الحكام؟ فالذي يحدث منذ انطلاق الدوري حتى انتهاء الجولة الماضية (19) من أغلب الحكام لا يمكن ان يكون أمرا طبيعيا.

اتحاد الكرة وفر قبل انطلاق الدوري كل الظروف الممكنة للجنة الحكام، كي يبدأ الموسم الكروي ومؤشر التحكيم يحقق درجة عالية من (التفوق).

فالتحكيم المميز سيكون أحد أهم المؤشرات الفنية الجيدة للدوري، فدون تحكيم (عادل) ومميز سيكون التأثير السلبي السمة البارزة.

قبل أي جولة أصبح القلق والترقب الهم الأكبر لدى الشارع الرياضي ينصب على تكليف الحكام بالمباريات أمرا مترقبا من الجميع وبالخصوص أي مباراة يكون طرفها الفريقين المتنافسين على لقب الدوري (النصر والهلال).

أعتقد ان انفراد النصر والهلال وتنافسهما على لقب الدوري (شكل) عامل ضغط كبيرا على الحكام الذين سوف يكلفون بمبارياتهما.

فالوضع حساس جدا جدا والضحية -دون شك- هم الفرق التي خارج المنافسة وبذات الفرق غير الكبيرة.

مهما كانت إمكانات الحكم وتميزه فان (الظروف) قد تلعب ضده أو تجعله في وضع صعب كما هو في الظروف الحالية من خلال التنافس المحصور بين النصر والهلال، وهما الفريقان المؤثران في الساحة الكروية بقوة إعلامية ومالية ومعنوية، وبالتالي فإن ارتكاب الخطأ على الآخرين أقل ضررا من الخطأ عليهما، وهو (مبدأ) غير صحيح، لكنه يفسر الواقع الذي عليه التحكيم.

وقد (تنبهت) لجنة الحكام لذلك فسارعت لإسناد المباراة النهائية على كأس سمو ولي العهد للحكم الأجنبي، وهنا قد تخلى اتحاد الكرة عن قناعاته السابقة التي تنص على ان تكون الفرصة للحكم السعودي، لكن الظروف التحكيمية غير الجيدة هذا الموسم غيرت قناعات اتحاد الكرة ولجنة الحكام والكل أيدها.

ذكرت سابقا ان أكبر مشكلة تعيق الحكم السعودي (شخصيته) فهو -وإن كان ملما بالقوانين ومتسلحا بالإمكانات الفنية واللياقة البدنية الجيدة- إلا انه يفتقد للشخصية القيادية القادرة على (السيطرة) على المباراة بغض النظر عن حجم الفريقين.

لذلك عندما تسند لأي حكم سعودي مباراة (خارجية) تجده مميزا جدا وتلاحظ أنه مسيطر ومتحكم في المباراة.

وأعتقد ان التأثيرات السلبية المحلية (أثرت) على لجنة الحكام في حسن اختيارها الحكم المناسب لكل مباراة.

وأعتقد ان الفترة المتبقية من مباريات الدوري (بحاجة) إلى ان تعي لجنة الحكام ان المباريات التي يكون طرفها النصر والهلال غير قابلة للحكام المفتقدين للشخصية القيادية داخل الملعب.

البعض (اقترح) ان يسند باقي المباريات -التي يكون طرفها النصر أو الهلال- للحكم الأجنبي، وأعتقد ان ذلك المقترح من الصعب تطبيقه ليس بسبب التكاليف المالية فقط فقد يكون هذا المقترح (وأدا) للحكم السعودي، فمازال هناك بعض الحكام قادرين على قيادة المباريات بشكل مميز.

كلما وضع الحكم السعودي الانتصار من أجل (العدالة) ثم تميزه ونجاحه واثبات ذاته المقياس الوحيد له -بغض النظر عمن يفوز ومن يخسر- فان الحكم السعودي سيكون الأفضل، وعليه ان يخشى الله وليس الناس، مهما امتلكوا من مكانة وتأثير.

مقالة للكاتب حمد الدبيخي عن جريدة اليوم

15