دمعة أصغر مشجع سعودي

عايد عبداللهإذا كان سبب الثورات العربية هي محمد البوعزيزي فأن تفوق نادي النصر ليس بسبب ثروة رئيس النادي ولا (ضعف الدوري) الاسطوانة التي قيلت حينما تفوق نادي الفتح في الموسم الماضي ولا بيد المدرب كارينيو الذي لا يملك عصا موسى ولكن بسبب تلك الدمعة التي ذرفت في نهائي كأس ولي العهد و ستظل ذكرها خالدة للأبد .
لم تنهمر دموعي قط بسبب مشهد رياضي ,إلا ثلاث مرات ,فرغم الحيادية إلا أن بعض الموقف التراجيدية تجبر الدمعة المحبوسة داخل العين على النزول .
أول مرة حينما اغتالت تلك صفارة العريس في يوم زفافه ,انه من علقنا صورته على الجدران في يوم من الأيام, انه ذلك الأسطورة صاحب الرقم عشرة دييغو مارادونا وكان ذلك في نهائي كاس العالم عام 1990م بإيطاليا بضربة جزاء مشكوك في صحتها ,ذرف مارادونا دموعه ولم يعلم أن بكائه سبب انهار من الدموع للملايين من الناس من بعده .
والثانية في نهائي كاس ولي العهد عام 2013م كانت بين النصر والهلال ,من قبل أصغر مشجع سعودي إنه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن تركي حيث لازلت أتذكر تلك الدموع جيداً ,حينما ذرفت تلك العيون الجميلة الدموع الارستقراطية ليس من اجل ضياع حلم ,بل لأنه كان يتمنى ببراءة الطفولة بأن يرى مثله الأعلى يرفع الكأس عالياً كأي طفل يتمنى بأن يرى طائرته الورقية التي عشقها تحلق في السماء عالياً لأتسقط أبداً ,فلم يجد الأمير الصغير ملجأ للتعبير عن حزنه سوى البكاء .
والثالثة وهي الأكثر صعوبة من العداء الذي لم يتمالك نفسه أثناء مراسم تتويجه في اولمبياد لندن حيث انهار بالبكاء , الدومينيكاني فليكس سانشيز بطل 400م حواجز,والذي فشل في اولمبياد بكين عام 2008م , وقبل أن يحتفل بعيد ميلاده الخامس والثلاثين تخلى عنه جمهور بلاده ,وصفوه بالعاجز بسبب كبر سنه وأيضا بسبب الإصابات, وبدل من يشد من أزره ,نصحوه بالاعتزال بل سخروا منه ولكن التزم الصمت الذي لا يعني ضعفه وتحامل على نفسه إلى أن حدثت المفاجأة وحقق ما لم يكن بالحسبان ,حقق الميدالية الذهبية في اولمبياد لندن 2012م,كانت مفاجأة غير منتظره من قبل جماهير بلاده, حيث لم يكن احد يتوقع أن يحصل فليكس حتى على المركز الرابع والسبب يعود في قوة المنافسين وعدم ثقتهم به ,تماماً كفيصل بن تركي رئيس نادي النصر الذي حاولوا قتل طموحه تكالبت عليه الظروف ,و وقفت الجماهير ضده ناهيك عن إلا علام الذي شوش عليه ,في محاولة أشغالة كيلا ينعم الفريق بالاستقرار الذي يتمتع به غيرة, ولم يسلم أيضا من هم اقرب الأقربين إليه حيث طعن من الخلف بحروف ناعمة وبشكل غير مباشر مفادها (ارحل) على الرغم من الملايين دفعها و وقته الغالي الذي ضحى به لم يكن محل تقدير, لم ييأس كان شعاره في الحياة ” أكون أو لا أكون ” كان يداوي جروحه بخبرته عندما كان في المنفى حينما عمل في السلك الدبلوماسي في أمريكا ,استطاع رسم ابتسامات على وجنات الجماهير بفرشاة الصبر ,كانت كل عثرة تقف في طريقة تزيده حياة وتقتل من وقف في طريقة ,وقبل أن تجف دمعة ابنة وفي أخر ولاية له , لم يتوقع أحد أن تكون سنة 2014م ولادة جديدة لنادي النصر, أنتزع الصدارة بجدارة وأصبح لا يقهر كبرشلونة ,بذلك يكسب الرهان ويحقق وعده, واليوم الأمير فيصل بن تركي أحرج من سيأتي بعده ,وحينما أريد وصف نادي النصر لا أجد كلمات تعبر عنه ولكني استعرت بيت للمطربة البربادوسية العالمية ريهانا بالفعل
“shin bright like a diamond ” .
للتواصل
Ayed.abdullha@gmail.com

11